لم تكن يوماً مغنماً، ولم تكن خطوة علي طريق بناء الدولة الفلسطينية المستقلة، وعلي مدي عقدين تقريبا مثلت عبئاً علي الشعب الفلسطيني، وكانت خصماً من رصيد قضيته العادلة. من ثم فإن الرد المناسب علي التهديد الاسرائيلي بإلغاء اتفاقيات اوسلو، يجب ان يكون علي طريق ال SMS: الغوها.. شكرا! اوسلو كانت وبالاً علي القضية، وأول من دفع حياته ثمناً كان ياسر عرفات الذي وقعها مع من لاعهد لهم ولا ذمة! ثم من استفاد من التعاون الامني الذي نصت عليه اوسلو؟ اسرائيل وحدها، مقابل اثمان باهظة دفعها كل الفلسطينيين، وإذا كانت الاتفاقيات قد نصت علي وجود منطقة »رمزية« تحت السيطرة الكاملة للسلطة الفلسطينية، فإن نظرة علي الانتهاكات اليومية للضفة الغربية دون استثناء اي شارع أو حارة، بل وحتي مقار ورموز السلطة يؤكد أن ما تم التوقيع عليه لم يحترم، ولايساوي ثمن الحبر الذي كُتب به! علي العكس، فان إقدام الصهاينة علي إلغاء اوسلو يكشف للعالم اجمع مدي زيف ادعاءات اسرائيل في السعي لحل للصراع، ويعرضها لمزيد من العزلة وافتقاد الشرعية جزاء ما تقترفه بيدها، ويحل الفلسطينيين من قيود كبلتهم، وكانت سببا في مفاقمة تشرذمهم. ليت التسريبات الملوحة بإلغاء اتفاقيات اوسلو تصبح حقيقة واقعة.