من أكثر مظاهر التدهور الأخلاقي، هو تردي الذوق العام الذي نراه في حياتنا اليومية، ولتردي الذوق العام تعريفات وصور كثيرة منها استخدام العبارات الهابطة والخادشة للحياء، التسبب في الضوضاء وإزعاج المواطنين بكافة الأشكال الممكنة، عدم احترام حقوق ذوي الإعاقة وكبار السن، تعطيل المرافق العامة بدون مبرر، إلقاء بقايا الطعام والسجائر من نوافذ السيارات، الملابس غير الملائمة، الأغاني والأعمال الفنية الهابطة، وغيرها من المظاهر الكثيرة المنتشرة، وبعدما كان علماء الاجتماع يتحدثون عن هيمنة ثقافة الميكروباص علي الذوق العام للمجتمع، صار الأمر الآن أكثر فداحة مع سيطرة ثقافة »التوك توك». وتؤكد د.سامية خضر أستاذ علم الإجتماع بكلية تربية جامعة عين شمس، أنه يجب الاعتراف بوجود انفلات أخلاقي في المجتمع وهو من القضايا الهامة التي يجب معالجتها، ويتضمن هذا التدهور الأخلاقي العديد من الصور والأشكال منها بالتأكيد انهيار الذوق العام، وشددت علي ان ظهور الانفلات الأخلاقي جاء بسبب عدة محاور، أولها الأسرة حيث ينشغل الأب والأم بالعمل ويهملان في تربية أبنائهما مما يترتب عليه نتائج عكسية، والمحور الثاني الذي يمثل خطورة كبيرة ايضا هو السوشيال ميديا وما تحويها من لغة مبتذلة ومواد هابطة، بالإضافة إلي الأعمال السينمائية والدرامية التي غاب عنها الإحترام علي عكس الماضي، وأصبحت تشجع علي الانحراف تحت شعار نقل الواقع، فالمجتمع 60% منه شباب يتأثرون بما يشاهدونه دون وجود القدوة والمثل الأعلي، وأضافت أن الدراما المصرية في انهيار ولابد من التدخل لمعالجة الأمر لأن لها تأثيراً كبيراً علي سلوكيات المجتمع، وأشارت إلي أنها اثناء استقلالها إحدي وسائل المواصلات تفاجأت بأغاني رقيعة المستوي من حيث الكلمات والموسيقي تحت مسمي »المهرجانات»، كما أن حالة الجهل الثقافي منتشرة بشكل كبير وسط غياب تأثير الإعلام الذي له دور كبير في التوعية والتثقيف، وكشفت أن التدهور الأخلاقي له نتائج وخيمة علي مستقبل الوطن تتمثل في انتشار الكذب والخداع وعدم الانتماء الوطني كما أنه يتسبب في عرقلة مسيرة التنمية والبناء، وغيرها من السلبيات.