إذا لم يحالفك الحظ يوما في الحصول علي موعد للقاء وزير أو مسئول، فلا تيأس فقد تجد ضالتك في التواصل معهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما اتجه بعض المسئولين والوزراء خلال الفترة الأخيرة إلي »فيس بوك وتويتر»، ليكونا منبرا للتواصل بينهم وبين المواطنين، واستغلالهما في الرد علي شكاوي المواطنين وحل مشاكلهم، بالاضافة إلي وجود صفحة لكل وزارة وأصبحت خدمة العملاء ومكاتب الشكاوي تخدم مواطنيها من خلال مواقع التواصل، وكان الأقرب علي سبيل المثال ما نشره طارق شوقي وزير التربية والتعليم عن نظام التعليم الجديد علي صفحته الشخصية علي الفيسبوك لشرح المنظومة كاملة وأيضاً ما أثير عن ازمة اللاعب محمد صلاح والتي تحدث عنها الوزير خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة وقام بحلها سريعا والتغريد من حسابه علي تويتر.. وأزمة نادي الزمالك الأخيرة.. فلماذا يتجه الآن أغلب الوزراء والشخصيات العامة إلي مواقع التواصل بدلاً من القنوات الإعلامية والصحف ؟. منذ اليوم الأول لتولي وزير التربية والتعليم د. طارق شوقي مهام عمله وأصبح رقمه الشخصي متداولاً بين أولياء الأمور والمعلمين، وحرص علي التواصل المباشر من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وكان أول تفاعل لوزير التربية والتعليم علي تطبيق »واتس آب» علي جروب به عدد كبير من المعلمين، الذين سردوا مشاكلهم العديدة. وبعدها وجد د. طارق شوقي نفسه في عدد كبير من جروبات »الواتس أب» ما بين أولياء أمور ومعلمين وصحفيين، ولم يقف تواصل وزير التربية والتعليم عند »الوتس أب»، فيقوم شوقي بين الحين والآخر بتوضيح الكثير من الأمور عبر صفحته الشخصية علي موقع التواصل الاجتماعي »فيسبوك». اما د. محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري فيعتبر من الوزراء نادري الظهور وفي آخر بوست نشره علي صفحته الشخصية بفيس بوك منذ ايام قليلة دعا عبد العاطي إلي الاستثمار في جنوب السودان، باعتبارها احدي دول حوض النيل التي تمتلك فرصا كبيرة للتنمية.. وكتب وزير الموارد المائية والري علي صفحته ب»فيس بوك»: »جنوب السودان وباقي دول حوض النيل وأفريقيا بلاد جميلة، أشجع الجميع علي زيارتها واستكشافها.. هناك فرص كبيرة للاستثمار والتنمية». ومن جانبه يؤكد د. مرعي مدكور استاذ الاعلام أن اتجاه بعض المسئولين إلي مواقع التواصل ضروري في بعض الأوقات لتوضيح وجهة نظر أو للرد علي سوء فهم سيكون أمرا حتميا وضروريا ويقدم أيضاً فرصة أكبر للتفاهم لأنه نوع من المناقشات التفاعلية ولكنه في بعض الأوقات قد يسبب مشكلة كبيرة لهم تصل الي الاستقالة، واضاف بأن هناك جمهوراً كبيراً من جيل الشباب هجر مطالعة التليفزيون وتوجه إلي »السوشيال ميديا» من اجل استيفاء الاخبار ومتابعة كل جديد أولاً بأول ولحظة بلحظة، حيث توفر برامج تلك المواقع تقنيات ووسائل تنبيه تفتقدها وسائل الإعلام التقليدية، وأهم ما يميز مواقع التواصل القدرة علي مشاركة الأخبار بين أكثر من شخص ومناقشته فيها بالرغم من عدم متابعته، واختتم بأنه من غير المقبول أن تدافع وسائل الاعلام التقليدية عن نفسها باتهام وسائل التواصل الاجتماعي بأنها سطحية وتخلو من المحتوي مشددا علي أن »السوشيال ميديا» هي المنصات والأدوات التي أحدثت التغيير وأعطت مساحة كبيرة للحرية، واضاف ان تعامل الوزراء مع مواقع التواصل يعد قفزة نوعية للتفاعل مع مشاكل وقضايا الناس والمجتمع»، وحذر في الوقت ذاته من أن تبقي المسألة »مجرد شكل من أشكال التسويق السياسي».