زمان.. أيام الحر من رمضان كان السلاطين يجلبون الثلج من جبال بلاد الشام ويرافقهم الثلاجون وهم رجال مهنتهم الحفاظ علي الثلج وهو محمول علي الجمال حتي يصلوا به الي شاطيء البحر ليتم نقله الي ميناء دمياط ومنه عبر النيل الي ساحل بولاق لتنقله البغال السلطانية الي قصر السلطان بالقلعة ليوضع في »الشراب خانة« لتبريد الماء والمشروبات لتناولها بعد الافطار. والان.. حدث ولا حرج عن أنواع مثلجات ومبردات المياه التي كانت حتي عهد قريب القُلة والزير ثم المبردات الكهربائية وتوفيرا للمياه جعلها البعض مبردات تعمل بالخلايا لانزال الماء عند وضع اليد اسفلها وتنقطع عند رفع اليد. زمان.. أكثر الاسواق رواجا »الشماعين« لبيع شموع المواكب ويزن الواحد منها 01 ارطال فما دونها حتي اصغرها لاضاءة الفوانيس بها وسوق »الحلاويين« ليصنع فيه من السكر القطط وباقي الحيوانات وتسمي العلاليق ويشتريها الفقير والغني. والآن.. اختفي سوق الشماعين وتستورد الشموع من الصين باشكال متعددة لزينة المنازل طول العام واستخدمت البطاريات لاضاءة الفوانيس.. اما الحلويات فقد اصبحت اكثر رقيا واكثرها انتشارا في رمضان الكنافة والقطايف والجديد منها هذا العام بسبب موجة الحر كنافة بالايس كريم. زمان.. ليلة رمضان كانت الحمامات الشعبية بالحجز ويرتادها كل الطبقات وبعضها كان ملحقا بالمساجد وتسخن مياهها من مستوقدات الفول. والآن.. تطورت هذه الحمامات الي مراكز تجميل وليس لها مواسم واكثر زبائنها من النساء وخاصة العرائس لاجراء الحمام علي الطريقة المغربية أو السودانية أو الفرنسية. زمان.. في العصر الايوبي كان الملك الكامل يغلق الخمارات وفي نهار رمضان يغلق المطاعم والمقاهي ويذيع هذا المنشور: يا أهل مصر قد أظلكم شهر مبارك ومن لم يصمه بغير عذر شرعي فقد باء بغضب الله عليه واستحق اشد انواع العقاب واستهدف غضبنا عليه وإنزال اشد عقوبتنا به وكان ينزل بنفسه اول يوم رمضان لمباشرة الاسواق فإذا صادف مفطرا وثبت انه متهاون بحرمة الشهر امر بضربه ضربا مبرحا. والآن.. بعد مرور اسبوع من شهر رمضان تعاود بعض المقاهي والمطاعم فتح ابوابها نهارا ويجهر الناس بالافطار وايضا تدخين السجائر وتنعدم الآن الحملات التموينية للتفتيش علي الباعة في الاسواق وضبط المخالفين من الباعة الجائلين واصبحت الاسواق بلا ضابط ولا رابط! خيام رمضان لن تدخل البرلمان طلبات الاحاطة من بعض أعضاء مجلس الشعب لوقف المهازل التي كانت تحدث في بعض المخيمات الرمضانية بالفنادق والنوادي وقت السحور من رقص شرقي وغناء وخلافه لن يتقدم بها احد هذا العام لغياب البرلمان من جانب وقلة أعداد الخيم الرمضانية من جانب آخر.