اليوم بإذن الله .. وبأمل المصريين ، وبعظمة الثورة ، وبإخلاص الثوار ، وبدعوات الإيمان ، وبأماني النصر .. يقف المصريون جميعا في الميدان .. يقفون جنبا إلي جنب يُشهدون الله علي نقاء ثورتهم ، وصفاء نواياهم ، واتحاد صفوفهم ، والتقاء رغباتهم، وشفافية عهودهم .. اليوم بإذن الله .. تتلاقي التيارات .. في ظلال نسمات رياح الرحمة الطيبة القادمة لتُنعش الأجواء احتفاء بمقدم الشهر الفضيل ولتحيطهم ببشائر الخير وطاقات النور ونوايا الالتزام ، ورغبات التسامي ، وفعاليات التسامح ، وتمازجات الوفاق . اليوم سينادي المنادي بأن أبواب الجنة فُتحت ، وأن شياطين الجن والأنس صُفدت، وأن الصبر هو الملتقي ، وأن الصدق هو المنجي ، والعزم هو الفضيلة ، والصوم عن المنكر هو المرام ، والالتزام بالحق هو الرؤيه ، والترفع عن الغضب هو الطريق ، والابتعاد عن الهوي هو الغايه ، واتباع أحسن الخُلق هو السبيل. اليوم يتلاقي الجزء مع الكل في الميدان، وتتناغم أصوات الهتافات ، وتقترب المسافات ، وننبُذ التناحر ، ونُجلي الحقائق ، ونرفض التخوين ، ونُبعد المندسين ، ونعزل الفلول ، ونولّي من يستحق الولايه ، وندقق في اختيار الكلمة ، ونتحقق من صحة القول ، ونتعالي عن الفُرقة ، ونؤمن بفضل الاتحاد . اليوم نتفاءل بالثوار في الميدان ، ونُودع مصير بلدنا أمانه في يدهم ، ونُلزمهم بضرورة تفضيل مصلحة الوطن، وإعلاء مطالب الأمة ، وتأمين أوصال الوطن، وتحريم التنازع علي المصالح الذاتيه ، وتكريم حق الشهداء ، والقصاص العادل من القتلة، والكف عن البحث عن بنود الاختلاف والبحث بمنظور الحكمة عن سبل الاتفاق . اليوم تنتظرُ منكم مصر التحلّي بالصدق حيث لايجدي النفاق ،واليوم تنتظر منكم مصر تحديد أولويات المطالب ، وعدم الدفع بها إلي طريق الانفلات ، أو الزج بها في متاهات المساجلات ، فالاتفاق علي المستقبل هو المطلب الشعبي الأول والأخير ، وبداية مسارات البناء في مصر هو رغبة الشعب الأكيدة ، وطريق العدل والعمل هو منفذ الوصول الأول للعبور من بوابات الديمقراطية. اليوم لانريد الإيقاع بين الشعب والشعب ، أو الدين والدين ، أو المدنيين والعسكريين، أو الفصيل والفصيل ، أو الشباب والكبار ، أو المرأة والرجل. اليوم نُريد قراءة إجابات أوراق المستقبل ، لا ورقة أسئلة امتحانات الأمس ، نُريد أن يجيبنا المتفوقون في صفوف الثورة ، نُريد منهم إجابات واضحة محددة لالبس فيها ولاغموض حول كيفية تنفيذ الوعود وتوقيتاتها، وتحقيق المهام وترويض المستحيل ، وتثبيت أركان الدولة وبناء النظام الجديد ، وتطهير المؤسسات وتعظيم المصالح ، ووضع المواطن علي قمة الأولويات ، وضمان الأمن الداخلي ، وتحصين الأمن الخارجي ، واستعادة مكان مصر ومكانتها العالمية . اليوم لم يعد أمامكم ياأهل الميدان حق العودة للخلف ،أو لنفس الأخطاء ، أو لذات الانتهاكات. لم يعد من طريق أمام أهل الميدان قبل ترك الميدان ، إلا الاتفاق علي مسمي محطة النهاية ، وكيفية الوصول إليها ، والنزول علي رصيفها الآمن .. فقد حانت لحظة النداء الأخير لمحطة مصر ، ولم يعد هناك أي فرصه لتمريرها .. أو الدخول في متاهات البحث عن منفذ غامض للخروج من بوابات حاضرها الشائك إلا التأكد من امتلاك تصاريح العبور إلي المستقبل والتي تحمل تأشيره واحدة فقط ، هي تأشيرة التوافق ! مسك الكلام .. توافقوا يرحمكم الله!