التكنولوجيا تجري والحياة تتغير.. فلم تعد هناك مهنة »الخاطبة» التي كانت تأتي الي البيوت حاملة صورا للعرسان لتعرضها علي الأسر في محاول لكسب لقمة عيشها علي انغام المثل الشعبي :»يابخت من وفق راسين في الحلال»..فيبدو أن منافسا عملاقا في مجال وسائل التواصل الاجتماعي سيقتحم عالم الخاطبة والزواج، فيس بوك ينوي إطلاق خدمة جديدة لمستخدميه تتيح لهم التعرف علي »نصفهم الثاني».. »Tinder» و»»offee Meets Bagel» و»The Dating کing».. هذه فقط بعض التطبيقات التي يلجأ إليها جزء من الراغبين في العثور علي شريك يقضون معه غالبا ما تبقي من حياتهم، يبدو أن هذه التطبيقات ستكون عما قريب في منافسة مع عملاق استطاع منذ نشأته التربع علي عرش وسائل التواصل الاجتماعي وربط الملايين في أرجاء متفرقة من المعمورة. فقد أعلن الرئيس التنفيذي لشركة فيس بوك »مارك زوجربيرج» أن الموقع الاجتماعي سيفتح بابا جديدا لمستخدميه وسيقوم بدور »الخاطبة» عبر الإنترنت، من خلال تقديم خدمة التعارف وسيكون ذلك اختياريا، وستسمح الخدمة الجديدة لمستخدمي فيس بوك بإنشاء حساب خاص للمواعدة، لا يراه أحد غير صاحبه، ولا يظهر في قائمة الأخبار علي فيس بوك. وأضاف زوجربيرج، خلال مؤتمر المطورين السنوي F8، في سان خوسيه بكاليفورنيا منذ ايام، أن »هناك 200 مليون شخص علي فيس بوك يسجلون أنفسهم بوصفهم عزابا، ثمة ما يمكننا القيام به هنا». أوضح أن »شركته ستلتزم ببناء علاقات ذات مغزي، وهو الأمر الأكثر أهمية للجميع»، ووعد جمهوره بأخذ قضية الخصوصية بعين الاعتبار في الخدمة الجديدة، خاصة فيما يتعلق بعملية التوفيق بين الأشخاص، وستكون الخدمة عن طريق انشاء المستخدم ملفا تعريفا منفصل في حسابه علي »فيس بوك» لايراه أحد، ويسرد اهتماماته وموقعه ووظيفته وكذلك الاحداث التي يرغب في حضورها، ومن ثمَّ يمكن للمستخدم أن يتواصل مع الأشخاص الذين يخططون لحضور نفس الأحداث، ويمكن فقط للأشخاص الآخرين علي الخدمة مشاهدة ملف التعارف فهو مخفي عن الأصدقاء والعائلة. ومن جانبها أكدت د.نادية رجب استاذ الاجتماع والعلاقات الأسرية أن مواقع التواصل الاجتماعي مجال للارتباط غير الشرعي والذي يقوم علي اختيار الفتيات غير المرتبطات وتوصيلهن بالشباب الراغب في التسلية بقلوبهن، واضافت انه لابد من وقفة اجتماعية لتوسيع الرؤية وتوسيع ثقافة الوالدين الذين يمكن ان يكونا علي غير دراية بما يقوم به ابناؤهم، واضافت ان خدمه »فيس بوك الجديدة » ستقضي علي وظيفة الخاطبة التقليدية التي كانت تيسر ذلك الأمر أمام الأهالي والمرشحين، ليجعلها تعود ولكن بوسائل أكثر حداثة، واختتمت :» لايمكن الحكم علي مصداقية هذه الخدمة بشكل كامل لأنها بالطبع ستثمر عن تجارب ناجحة وأخري فاشلة، وهو ما يحدث حتي في الطرق المتعارف عليها في الزواج التقليدي».