»أبيدوس».. معبد تاريخي وحضاري فريد تاه من خريطة السياحة, أعمدته الحجرية وبوابته العملاقة وجدرانه التاريخية الممتلئة بالرسوم الفرعونية تأسر قلبك بمجرد النظر إليها, وتشعرك انك امام حضارة أشرقت ومازال نورها يضيء الحاضر حتي الان رغم ما توجهه من نسيان وعدم اهتمام, بمجرد ان تطأ قدمك معبد أبيدوس في إحدي قري مركز البلينا التي تبعد 60 كيلو مترا من مدينة سوهاج, تشعر بفخامة الحضارة التي تركها أجدادنا القدماء لتكون مصدراً للفخر بين الأمم.. معبد أبيدوس ليس مجرد معبد عادي,بل انه شاهد علي إحدي اهم الفترات الفرعونية قوة, وهو عهد الدولة الحديثة كما اشتهر بأسطورة إيزيس وأوزوريس وهي القصة الأكثر تفصيلًا وتأثيرًا ضمن الأساطير الفرعونية, وترجع اهمية المنطقة انها كانت عاصمة الإقليم الثامن من أقليم مصر العليا, وكانت مركزاً لعبادة الإله أوزوريس, وتضمن المنطقة معبد الملك سيتي الأول والأوزوريون »قبر رمزي للإله أوزوريس». معبد أبيدوس هو ذاته معبد الملك سيتي الاول الذي قام بإنشائه وقام ابنه الملك رمسيس الثاني باستكماله, ويضم المعبد قاعة تتكون من 24 عموداً من الأسفل علي شكل حزم البردي وتيجانها علي هيئة زهرة لم تتفتح بعد, وجدران المعبد منقوش عليها الرسومات الفرعونية والتي تجسد » حابي» معبود النيل, ورسومات للملك مع الإله والعبادة والطقوس الدينية , وقاعة ثانية تضم 36 عموداً ويوجد بينهما 7 محاريب مقدسة, كانت توضع فيها تماثيل الآلهة, مثل حورس, » أيزيس», » أوزيريس», »حورأختي», »بتاح», واخيراً محراب الملك »سيتي الأول » صاحب المعبد. وخلف معبد سيتي الأول يقع »الأوزوريون» وهو قبر رمزي للإله اوزوريس, والذي يعاني بسبب المياه الجوفية التي تغرقه مما يصعب النزول اليه والاكتفاء بمشاهدته من الأعلي, وهو مبني تم تشييده باستخدام الجرانيت الأحمر, ونقش علي جدرانه الرسومات الجنائزية ويضم أعمدة مربعة الشكل وحجرة الدفن.