بتكليف من الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء، وفي محاولة لاحتواء تداعيات الأحداث التي شهدها ميدان العباسية يومي الجمعة والسبت الماضيين، عقد د.عمرو حلمي وزير الصحة اجتماعا مساء أمس مع عدد من شباب الثورة، وفي مقدمتهم شباب من حركة »6 أبريل«، ناقش اللقاء الذي استمر 4 ساعات كاملة شهادات الشباب المشاركين في المسيرة إلي المجلس العسكري عما حدث في ميدان العباسية، وكذلك التأكيد علي مشروعية مطالبهم وسلمية حركتهم واعتصامهم. شارك في اللقاء عدد من الناشطين السياسيين من بينهم جورج اسحاق عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، ود.محمد شرف رئيس جمعية شهداء ومصابي الثورة، والباحث السياسي د.عزازي علي عزازي، بالاضافة إلي عدد من شباب الثورة منهم محمد عرفات ومحمد عادل عضوي حركة شباب 6 أبريل.. كما حضر اللقاء عدد من القيادات السياسية وقيادات وزارة الصحة.. وعقب الاجتماع زار وزير الصحة د.عمرو حلمي مستشفي معهد ناصر للاطمئنان علي المصابين في الأحداث التي شهدها ميدان العباسية ممن يتلقون به العلاج حالياً. واتفق المشاركون في اللقاء علي عقد لقاء اسبوعي بين وزير الصحة وقيادات العمل السياسي وشباب الثورة لضمان التواصل بين كافة الأطراف.. واتفق المشاركون في اللقاء علي بلورة عدد من النقاط أهمها: مطالبة المجلس القومي لحقوق الإنسان بتشكيل لجنة تقصي حقائق حول أحداث يومي الجمعة والسبت 22،32/7/1102، ونشرها بمنتهي الشفافية في وسائل الإعلام المختلفة والتأكيد علي لقاء وطهارة غايات وأهداف وأشخاص حركات شباب الثورة وتأمين وزارة الصحة لمسيرات التظاهر السلمي في التحرير وفي أي ميادين وشوارع مصر، وذلك بسيارات الاسعاف المجهزة والعيادات المتنقلة. والتأكيد علي شرعية كافة أشكال الاحتجاج السلمي من الاعتصام والتظاهر من أجل تحقيق أهداف ثورة يناير مع السعي الدائم لوحدة فصائل الثورة ودورية هذا الاجتماع الأسبوعي وتكريسه كآلية حوار مباشر بين شباب الثورة والحكومة والحوار بين مختلف الفصائل والقوي الوطنية حول الجمعة القادمة، التي اقترح لها اسم »جمعة الثقة« مع إعادة الاعتبار لشعار »الشعب والجيش إيد واحدة«. وحق الشهداء فورا في التعويضات والتكريم وحق المصابين فورا في العلاج والرعاية علي نفقة الدولة ومطالبة الإعلام الخاص والحكومي بالتزام الموضوعية والمهنية، وعدم خلق القابلية للفتنة السياسية وتقسيم صفوف الثورة. وقد كشف الدكتور عمرو حلمي وزير الصحة عن الأسباب التي دعت إلي تكليف الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء له للحوار مع عدد من قيادات العمل السياسي وشباب الثورة مؤكدا ان الهدف هو منح الصلاحية كاملة للوزارة في القيام بدورها وان ينأي الجيش بنفسه عن الدخول في التفاصيل خاصة انه تعرض لانتقادات من قبل المعتصمين في ميدان التحرير من خلال مطالبهم وهتافاتهم لذا ارتأت الحكومة ان يكون الجيش خلال المرحلة الانتقالية بعيدا عن الخلافات وان يوكل الأمر بأكمله إلي حكومة الدكتور عصام شرف مع منحها كافة الصلاحيات خاصة وانها في ظل التشكيلة الجديدة التي تحظي بتوافق وقبول من جانب قطاعات عريضة للتعامل مع الأزمة الراهنة ووضع حل لها. نزع فتيل الأزمة من جانبه أكد الناشط السياسي د.عزازي علي عزازي ان تكليف الدكتور عمرو حلمي باعتباره وزيرا من الثوار ويحظي بقبول واسع من جانب المعتصمين في ميدان التحرير الذين يعتبرونه وزيرا سياسيا في المقام الأول وقد رحب الوزير بذلك كي يساهم في نزع فتيل الأزمة والوصول إلي حلول مرضية للحفاظ علي سلمية الثورة وجمالها خاصة وانها كانت حديث العالم أجمع ولا يمكن السماح للمتربصين بالاساءة إليها وتشويه صورتها الجمالية. وأكد عزازي انه لا تزال بقايا من نظرية التفكير القديم هي السبب في شيوع مصطلحات التخوين والاساءة إلي الآخر وهذا النمط من التفكير يجب ان يتغير مع ترميم جدار الثقة بين الشعب والمؤسسة العسكرية وبين الثوار والحكومة وهذا لن يأتي من فراغ بل تضافر كل الجهود من أجل انجاز تلك المهمة بل النحو الأمثل. وعبر عزازي عن تفاؤله عن المرحلة المقبلة رافضا النظرة التشاؤمية والمخاوف من حدوث مواجهات خلال الجمعة المقبلة مؤكدا ان تلك الشائعات هدفها تخويف الناس من الذهاب إلي ميدان التحرير وكان يحدث مع بدايات الثورة إلا انه لم ينجح في تحقيق أهدافه مؤكدا وجود رغبة جادة وحقيقية من قبل القوي السياسية داخل ميدان التحرير من أجل إنهاء حالة الاحتقان الحالية . مرحلة حرجة ومن جانبه وصف جورج اسحاق القيادي بحركة كفاية وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان الاجتماع بأنه جيد للغاية ومهم جدا في هذه المرحلة الحرجة، وأكد اسحاق ان د.عمرو حلمي وزير الصحة هو فعلا وزير الثورة الحقيقي لانه وزير خارج من الميدان، وأشار إلي انه عندما وقعت بعض الأحداث مؤخرا في ميدان التحرير والعباسية وتمت بالاتصال بوزير الصحة قام بارسال عدد كبير من سيارات الاسعاف في أقل من ربع ساعة. وأوضح جورج ان وزير الصحة طلب من شباب الثورة ضرورة الاتصال به في حالة تنظيم أي مظاهرات أو مسيرات أو وقفات لكي تكون هناك قوافل طبية من أطباء وسيارات الإسعاف مصاحبة لهذه المسيرات والمظاهرات وتبادل جورج ان الاجتماع حضره عدد من ائتلافات شباب الثورة وبعض الشباب الذي اصيب في أحداث ميدان العباسية وكان من بينهم فتاة اصيبت بكسر في قدمها وعدد من قيادات العمل السياسي وقيادات وزارة الصحة، وأشار إلي ان وزير الصحة رجل عملي ومدرك لما يفعل وأعرب عن ثقته بعودة الرعاية الصحية إلي معدلات عالية خلال تولي وزارة الصحة الحالي، وقال ان أهم ما تم اتخاذه خلال اللقاء هو فتح مستشفي العجوزة لاستقبال المصابين والجرحي بشكل فوري وفي حالة وجود أي حالات حرجة تتطلب السفر للخارج للعلاج يتم سفرها فورا. ودعا جورج اسحاق شباب الثورة بجميع ائتلافاتها بفض الاعتصام ووقف المظاهرات قبل بداية شهر رمضان وليأخذوا جميعا استراحة محارب واخلاء الميدان. اجتماع جيد من جانبه أعرب محمد عادل المتحدث الإعلامي باسم حركة شباب »6 أبريل« والذي حضر فعاليات اللقاء عن تفاؤله بالنتائج التي توصل إليها الاجتماع واصفا إياه بالجيد خاصة في ظل وجود نقاط اتفاق عديدة تم التوصل إليها، ووعود حكومية بتحقيق مطالب الثوار ومعتصمي التحرير من أجل حل الأزمة الراهنة مضيفا ان اللقاء تضمن طرح كل الحاضرين لأفكارهم ورؤاهم من خلال نقاش جاد وتم طرح أبرز القضايا والمستجدات وخاصة في ظل التطورات الأخيرة والتي أسفرت عن أحداث العباسية المؤسفة. وأضاف تحدثنا كذلك مع وزير الصحة حول ضرورة حل كل مطالب أسر الشهداء ومصابي الثورة وخاصة بعد قراره الأخير بتخصيص مستشفي العجوزة لعلاج المصابين علي نفقة الدولة وهو الأمر الذي يخفف كثيرا من معاناة مصابي الثورة، كما تم الاتفاق علي تشكيل لجنة لتقصي الحقائق من أجل محاسبة كل من تورط في احداث ميدان العباسية الاخيرة مع عدم التعرض للمتظاهرين بعد ذلك ما دامت مظاهراتهم واحتجاجاتهم سلمية باعتبار انها مظاهرات شرعية تطالب وتنادي بتحقيق مباديء الثورة.