واصلت وحدات من الجيش وقوات الأمن السورية أمس عملياتها العسكرية في حمص حيث حدثت مواجهات عنيفة في عدة أحياء من المدينة التي شهدت سقوط عشرات القتلي في الايام الاخيرة. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن حمص تتعرض لعملية أمنية "شرسة جدا". وأضاف أن "الجيش والقوات الأمنية داهمت منازل وقامت باعتقالات وسمع دوي إطلاق نار غزير منذ الفجر". وأوضح المرصد أن "القوات السورية تحاصر مناطق القلعة وباب سباع والمريجة وحي الخضر وباب هود والميدان وشوهدت دبابات في محيط قلعة حمص وأغلقت مداخل بعض الاحياء". وقال شاهد عيان من مدينة حمص لقناة الجزيرة الفضائية إن الدبابات تمركزت أمس في ساحة باب الدريب وبدأت بقصف مدفعي علي المنازل عشوائيا في حي باب السباع، مضيفا أن أصوات إطلاق الرصاص والمدفعية المستمرة حولت أجواء المدينة التي أعلنت الإضراب العام إلي ساحة حرب. كما أفاد نشطاء علي الإنترنت بتعرض أحياء أخري كالعدوية والمريجة والفاخورة والقصور لقصف كثيف وبثوا صورا علي الإنترنت تظهر تعرض منازل بعض الأهالي في بلدة تلكلخ بمحافظة حمص للتخريب علي يد عناصر الأمن والشبيحة. في هذه الأثناء، أفادت مواقع سورية معارضة بأن عدة مدن داخل البلاد شهدت مظاهرات ليلية تطالب بإسقاط النظام ولنصرة المتظاهرين في البوكمال وحمص كان أبرزها في دمشق وريفها وحوران وإدلب وحماه واللاذقية. وأفاد شهود عيان أن الجيش طوق ضاحية حَرَستا في ريف دمشق، وقطعت عنها الماء والكهرباء والاتصالات وتحدث الإعلام الرسمي عن مصادرة كميات ضخمة من الأسلحة واعتقال مسلحين في المدينة. من جهة أخري اعلن وزير الداخلية القبرصي نيوكليس سيليكيوتيس أنه قرر تجريد رجل الاعمال السوري الثري رامي مخلوف، ابن خال الرئيس السوري بشار الأءسد، والذي يواجه عقوبات فرضها الاتحاد الاوروبي، من الجنسية القبرصية. واعلن سيليكيوتيس انه "أعطي توجيهاته للبدء فورا بعملية نزع" الجنسية القبرصية عن مخلوف فور تبلغه من وزير الخارجية ان رجل الاعمال السوري مدرج علي اللائحة السوداء للاتحاد الاوروبي. من جانبها قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن النظام السوري يصعد من الحرب الدعائية التي يخوضها ضد المتظاهرين في ظل استمرار حملة القمع الدموية التي تستهدفهم حيث قامت وسائل الإعلام المختلفة، الراديو والتلفزيون والإنترنت، برسم صورة متوهجة للأسد وعمدت إلي إثارة التوترات الطائفية بين السوريين. وتشير الصحيفة إلي أن القوة الغاشمة ظلت السلاح الرئيسي للنظام السوري في سعيه إلي سحق حركات الاحتجاجات الشعبية المتزايدة، وقتل علي الأقل 1500 شخص وعذب مئات آخرون، إلا أن السوريين يجدون أنفسهم أيضًا محاصرين بدعاية لا هوادة فيها.