هذا ما ينطبق علي محاولات امريكا منذ شهور للابقاء علي بعض قواتها في العراق بعد موعد الانسحاب النهائي للقوات الامريكية المتبقية بنهاية العام. حث كبار المسئولين الامريكيين الحكومة العراقية علي حسم امرها اذا كانت ترغب في الابقاء علي بعض القوات الامريكية في العراق بعد الموعد النهائي لانسحابها ام لا ؟.. صحيفة كريستيان ساينس مونيتور وصفت الالحاح الامريكي بالبقاء بالتوسل.. ورئيس وزراء العراق نوري المالكي بين نارين نار الرغبة في تلبية طلب امريكا ونار رفض معظم العراقيين لهذا المطلب. كان اوباما قد وعد الناخبين اذا فاز في الانتخابات الرئاسية بسحب القوات الامريكية من العراق وافغانستان .. وقد سحب بالفعل مائة الف جندي وباق 74 ألفا آخرون في العراق . فلماذا ترغب امريكا في الابقاء علي عدد من قواتها في العراق؟ هل تخشي ان تقرر دول الخليج الاستغناء عن القواعد الامريكية علي اراضيها بعد انتهاء الحرب وتخسر بذلك موردا ماليا سخيا وموقعا استراتيجيا خطيرا. تسوق أمريكا حجتين للبقاء ..مساندة ايران لبعض الجماعات الشيعية في العراق ومدهم باسلحة متطورة تفتك بالقوات الامريكية في العراق.. ثانيا أن العراق ينقصه الكثير من القدرات للحفاظ علي امنه فهو عاجز عن حماية مجاله الجوي وجمع المعلومات الاستخباراتية واستخدام المعدات العسكرية شديدة التعقيد التي يعتزم العراق شراءها من امريكا. المفاوضات بين حكومتي امريكا والعراق حول بقاء بعض القوات الامريكية والتي بدأت مؤخرا لم تسفر عن شيء حتي الآن وان كان مايك مولن رئيس هيئة الاركان المشتركة قد وصفها بالشاقة.. رئيس الوزراء العراقي وبعض المسئولين والاكراد يتمنون بقاء بعض القوات الامريكية الا انهم يواجهون برفض شرس من بعض الحلفاء في الحكومة وعلي رأسهم مقتدي الصدر الذي هدد باعادة احياء ميلشياته (60 ألفا) ومهاجمة القوات الامريكية التي ستبقي في العراق. كان العراقيون قد شكلوا حركة وطنية واسعة ضد الاحتلال ودعوا امريكا للحفاظ علي تعهدها بالخروج من العراق بنهاية العام. و في حالة الاتفاق علي بقاء بعض القوات الامريكية يتحتم علي اوباما اقناع الرأي العام الامريكي باهمية تواجد هذه القوات التي يتراوح عددها بين 01آلاف و51 ألفا كما عليه ايضا اقناع حزبه الذي يعارض الحرب. وينصح الخبراء بنشر القوات بطريقة لا تتعارض مع وعد اوباما بالانسحاب ويمكن وضع القوات القتالية تحت مسمي مختلف مثل قوات امن او قوات حماية للمسئولين الامريكيين العاملين في بغداد واربع قنصليات امريكية في العراق حتي يمكن ان يعلن انه سحب كل قواته المقاتلة كما وعد. في حالة الانسحاب الكامل يبقي في العراق 751 أمريكيا فقط من اجل صيانة المعدات العسكرية (10 آلاف قطعة ) كما يتحتم اخلاء 60 قاعدة امريكية في العراق.وحتي لو سحبت امريكا قواتها سيكون لديهاعشرات الالاف من المقاولين الخصوصيين في العراق بالاضافة لسفارة ضخمة بها 17الفا من العاملين ..وهي اكبر سفارة امريكية في العالم ..وملحق بها 24 طائرة هليكوبتر و19طائرة.