أبقى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الباب مفتوحا أمام احتمال تمديد بقاء بعض القوات الأمريكية بالعراق بعد حلول الموعد المقرر لانسحاب كل هذه القوات من بلاده بنهاية 2011. وقال المالكي بمعهد السلام الأمريكي بواشنطن إن الاتفاق الأمني الموقع بين الولاياتالمتحدة والعراق في ديسمبر من عام 2008 سينهي الوجود الأمريكي العسكري في بلاده بنهاية عام 2011، مضيفا ان القوات العراقية إذا احتاجت المزيد من التدريب والمساندة فإننا سنبحث ذلك عند هذا الوقت بناء على احتياجات العراق. وأشار إلى أنه على يقين من أن الإرادة والتطلعات والرغبة في التعاون موجودة لدى كل الأطراف، لافتا إلى أنه سيتم عند حلول هذا التاريخ مناقشة طبيعة هذه العلاقة ومهام القوات وعددها حسب احتياجات العراق. وأعلن رئيس الوزراء العراقي يوم خروج هذه القوات من المدن العراقية عيدا وطنيا واعتبره انتصارا عظيما للعراق، لكنه مالبث أن خفف من وقع هذه النغمة خلال لقائه بمعهد السلام، وقال إن الانسحاب من المدن العراقية هو انتصار لكل من العراقيين والأمريكيين. "المقاومة العراقية" تتفاوض مع أمريكا في الوقت نفسه، استبعد الرئيس باراك أوباما بقاء أي جندي أمريكي بالعراق بعد حلول التاريخ المنصوص عليه في الاتفاقية الأمنية. وصرح المالكي خلال لقائه بالرئيس أوباما في البيت الأبيض بأن العراق سيظهر للمتشككين في قدرته على الحفاظ على الأمن بعد انسحاب القوات الأمريكية أنهم كانوا مخطئين. يشار إلى أن وزير الدافع الأمريكي روبرت جيتس أكد فى تصريح له منذ عدة شهور أن بقاء قوات أمريكية بالعراق بعد نهاية 2011 سيحتاج إلى مفاوضات جديدة واتفاق جديد ومبادرة عراقية. وكان استطلاع للرأي نشرته مؤسسة جالوب الأسبوع الماضي قد أشار إلى أن 58% من الأمريكيين يرون أن غزو العراق كان خطأ. توترات بإتفاق الإنسحاب ومن جانبه، قال الجنرال تشارلز جاكوبي ثاني اكبر قائد امريكي في العراق ان قادة عسكريين امريكيين وعراقيين يتغلبون على الخلافات بشأن تنفيذ اتفاق سحب القوات ونجحوا في القضاء على بعض الاحباط بين المسؤولين الامريكيين بشأن القيود الجديدة. وقال الجنرال الامريكي في مقابلة جرت الاسبوع الحالي "كنا نعتقد اننا سنجلس ونبحث الموضوع برمته مع الزعماء العراقيين لكن اتضح في الواقع انه اشد صعوبة. وزاد الاحباط في اوائل الشهر الحالي بين قادة الجيش الامريكي الذين واجهوا قيودا عراقية غير متوقعة على تحركات القوات الامريكية مثل تقييد قوافل الامداد الامريكية في المدن بالمهام الليلية وذلك بعد ان انسحبت القوات الامريكية المقاتلة من قواعدها في المدن يوم 30 يونيو حزيران. ودفع التوتر الجنرال جاكوبي الى الدعوة الى اجتماع خاص مع قائد الجيش العراقي ارسل عبر الاقمار الصناعية الى المئات من الضباط الامريكيين والعراقيين في انحاء العراق ليحدد بالتفصيل ما الذي يمكن ان تفعله القوات الامريكية او لا تفعله بموجب الاتفاق الامني الثنائي. ولا يزال الجانبان يعملان من خلال تفسيرات مختلفة للاتفاق الذي سيحكم الانسحاب الامريكي التدريجي من العراق خلال 29 شهرا قادمة لكن جاكوبي قال ان الاوضاع تحسنت بعد اجتماع التاسع من يوليو تموز. وكان يوم 30 يونيو/حزيران نقطة تحول بالنسبة للمسؤولين العراقيين بعد اكثر من 6اعوام من الغزو الامريكي ودليل على استقلال العراق المتجدد والمهارات المتزايدة للقوات المحلية وايضا فرصة لقرع طبول الوطنية قبل الانتخابات المقررة في يناير كانون الثاني. ويعلق رئيس الوزراء نوري المالكي مستقبله السياسي على تحسن الوضع الامني في العراق وعلى المفهوم بانه نجح في الحد من النفوذ الامريكي الذي كان بلا حدود هنا. وانسحبت القوات الامريكية بموجب الاتفاق من المدن لكن بقيت بعض القوات لتقديم الدعم للقوات العراقية ولا يزال الجنود يقومون ببعض المهام في المناطق الحضرية مثل المساعدة في اعمال اعادة البناء. وقال جاكوبي ان الاجتماع اوضح كيف ومتى يمكن لقوافل الامداد ان تتحرك وقرر ان بعض فرق اعادة البناء يمكن ان تتنقل في المدن خلال النهار تحت قيود معينة. وقال اللواء عبد الكريم خلف المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية ان الاتفاق يسمح بتحرك قوافل الامداد والمهام الاستشارية لكنه اشار الى ان العراقيين لن يتراجعوا عن تفسيرهم للاتفاق. وقال خلف ان العراقيين لم يعطوا القوات الامريكية المقاتلة حرية حركة اكبر داخل المدن، فهذا يحتاج الى اذن. وقال جاكوبي ان الخلافات بين القوات العراقية والامريكية بشأن موضوعات مثل عمليات الدفاع عن النفس المسموح بها للقوات الامريكية سيتم التعامل معها على اساس كل حالة بمفردها. وينص الاتفاق الامني على انتهاء العمليات القتالية الامريكية في الصيف القادم والانسحاب الكامل بحلول عام 2012. وأقر المجلس السياسي للمقاومة في العراق بوجود مفاوضات وتوقيع بروتوكول بشأن ذلك مع الأمريكيين. وقال الجبوري -في تصريح لقناة "الجزيرة" الفضائية الجمعة - ان محاور تلك المفاوضات ركزت على المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين وإعادة المهجرين وإعمار العراق، والاعتذار للشعب العراقي وتعويضه ماديا ومعنويا. وأضاف الجبوري أن مطالب الأمريكيين تتمثل في وقف إطلاق النار وإنهاء العمليات العسكرية ضدهم ، وهو ما ترفضه المقاومة التي تشترط لتنفيذ ذلك إجلاء كافة الجنود الأمريكيين من العراق. كان الجبوري اعتبر في وقت سابق أن الانسحاب الأمريكي الجزئي وما سماه الهروب الأمريكي الجزئي من المدن إلى القواعد، نصر حقيقي للمقاومة لأنه جاء قبل أن تحقق الولاياتالمتحدة أهدافها في العراق وقبل أن تحقق النصر الذي وعدت به.