دعونا نخرج من حالة الاحباط التي يحاول البعض فرضها علي المجتمع كله، فالثورة مهما كانت الصعاب قد فتحت ابواب الامل التي لن تغلقها خفافيش الظلام مرة أخري، والغد بكل تأكيد أفضل وأجمل. وسط جبال الفساد الذي ورثناه والتي تحاصرنا أخباره يوميا، لابد ان نتوقف امام هذا الخبر الهام عن تبرع رجل الصناعة السكندري الدكتور حسن عباس حلمي بمبلغ 052 مليون جنيه لدعم مشروع مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا.. والرجل كما وصفه الدكتور زويل في »الاهرام« هو رجل صناعة بدأ حياته في مصر حتي حقق حلمه في تكوين مجموعة شركات عملاقة تسهم في صناعة الدواء محليا وعربيا وعالميا. هذا هو التبرع الكبير الثاني بعد تبرع الخبير العالمي في الشئون المالية الدكتور محمد العريان بثلاثين مليون دولار لنفس الغرض. والأمر هنا لايتوقف فقط عند مشاعر الوفاء ورد الجميل لوطن يستحق منا كل شيء، ولكنه أيضا يحمل الثقة في مستقبل هذا الوطن، ويعكس أيضا مناخ الأمل والتفاؤل الذي جاء مع الثورة.. ولابد أن يستمر ويتأكد في الأيام والسنوات الماضية. ولا أريد أن اهين المتبرعين الافاضل بمقارنتهم بالسفلة الذين نهبوا كل شيء في مصر في ظل فساد لم يسبق له مثيل، والذين كان كل همهم أن يضعوا حصيلة مانهبوه في الحفظ والصون في الخارج، والذين لم يتكرموا علي الوطن الذي عاثوا فيه فسادا إلا بموائد رحمن لزوم الدعاية ومع خصم تكلفتها من أجور عمال لديهم كان بعضهم يصرخ ويحتج لسوء الحال، فلايجد الا المزيد من القهر نتيجة تحالف المال الفاسد مع السلطة الفاسدة. أعرف ان لدينا نسبة كبيرة من الشرفاء بين رجال الصناعة بالذات، ونحن بحاجة الي ارساء علاقات جديدة يدرك فيها الشرفاء من رجال الصناعة »وما أكثرهم« أنهم جزء اساسي من النهضة القادمة!!