أقول للقارئ الكريم وائل حسان المهندس بإحدي شركات الاتصالات، أن كاتب هذه السطور ظل خارج مصر 62 عاما الأخيرة لم يسمح لقلمه الا أن يكون فارسا رابضا علي حروف اسم مصر، وعندما عدت منتصف عام 0102، مارست فروسية القلم في الداخل بنفس القدر، باستثمار أخطر الأسلحة وهو سلاح القوة الناعمة (الثقافة) بالمعني الكبير والشامل والعظيم ، أقول قولي في ضوء فقرته من رسالته »بعد ثورة يناير اصبح واجبا علي كل مصري ان يقول رأيه طالما في حدود الموضوعية والآداب العامة، خصوصا بعد زوال النظام البائد الذي كان جميع وسائل الاعلام المصرية، سواء كانت مقروءة أم مسموعة أم مرئية، تتملقه، و كان السبب واضحا ومعلوما وهو بالعامية (الحفاظ علي أكل العيش) وان الصحفي يجب أن يقول ما يشعر به لا ما يملي عليه او يجعله يعمل في هدوء بدون مضايقات من رئاسة الجمهوريه او امن الدولة، أما الان فالوضع اختلف، المجلس العسكري المحترم ترك لنا الحرية لنتكلم وكل مواطن مصري الان له قيمة وله رأي واصبحنا نشعر اننا ذوا أهمية في بلدنا، وكذلك الدكتور عصام شرف لم يغضب يوما من النقد الذي يتعرض له ويسمعه ولكن عندما قرات مقالك بجريدة الاخبار اليوم الجمعه 71-6 فوجئت ان مصر لم تتغير« النقطة الثانية تتجلي في المرض المزمن الذي هو التعميم، وصارت مشكلتنا الأكبر والاخطر أن كل واحد يريد مجتمعا علي هواه وبرؤيته هو، وانظر حولك تري عجبا، ومصدر الخلط والتخليط يكمن في عدم فض الاشتباك بين المصطلحات المتداولة والتي جعلتك تغلب الغضب اللفظي علي الموضوعي، وصدق رسول الله حين قال: »حددوا مصطلحاتكم تستقم أموركم«. النقطة الثالثة أنك تريد مجتمعا مثاليا أي وهميا، فليس من حق الدولة أن تأمر الناس بإقامة العبادات، ولا أن تضع قيودا علي ازياء المرأة، كما تتمني، فقط عليها أن تهيئ المناخ ، ولكل انسان الحق في أي من النجدين يختار، كل يعمل علي شاكلته، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه، وأنت تقول:»الدين ليس تهمة يا استاذ مجدي، الدين هو الحياة، والشعب المصري محافظ بطبعه، إلا من قله خرجت عن اطار المجموعة وتعيش كالاوربيين وهم احرار، ولكن اغلبية المصريين البسطاء ينتقدوهم وانت بالتاكيد تعلم ذلك، والمهم من يتملق الصحفيون هذه الايام؟ هذا هو السؤال، فالجيش والمجلس العسكري ومجلس الوزراء لم يهاجموا اي شيخ سلفي او اخواني، ولم يصدروا اوامرهم بضربهم او تشويه صورتهم؟ اذن لماذا التملق ولمصلحه من؟ نحن شعب ادمن النفاق حتي لو بدون اجر ... ارجو الا تغضب من رأيي، وارجو الرد ان كنت مخطئا. النقطة الرابعة في ضياء رجائك بعدم الغضب، أن الخطأ والصواب مسألة نسبية »لا أدري.. لماذا تتصيد الأخطاء للاسلاميين انا لست اخوانيا او سلفيا ولست ملتحيا وزوجتي ليست منقبة، ولكن انا ادافع عن موقف، ما يغضبك ان يلتحي جميع الشباب المصري ويلتزم دينيا؟ وما يزعجك ان ترتدي بنات مصر النقاب طبعا بعد اقتناع وليس بالقوة؟ هل تكون سعيدا عندما تري فتاة متبرجة او عارية هل تشعر بالفخر؟ هل تحس ان الثورة نجحت؟. يا عزيزي إن دولة بلا دين هي دولة ضائعة، شريطة الفهم المستنير للدين، كقوة ضابطة وليس ضاغطة لمنظومة القيم في المجتمع، من ذا الذي يوافق علي العري والتبرج إلا أن يكون بلا عقل؟ والأمور الشكلية مثل اللحية أو النقاب،إنما هي من قبيل العادة وليس العبادة، ولك أن تفهمها كما تشاء ولي أيضا، اختزال الدين العظيم في هذه الأمور مسألة تجعل الواحد منا يتميز من الغيظ، ومما يجعل حجم المأساة أكبر أن هؤلاء تجاوزوا الحدود، فما هم بولاة أمر، حتي ولاة الأمر لهم حدود وعليهم قيود، ولك في أصحاب المذاهب الكبري أسوة حسنة.