ينظر سكان إقليم دارفور المضطرب غرب السودان الي إستقلال الجنوب المقرر غدا بعين الإرتياب، لما ينطوي عليه من احتمال معارك جديدة بين الحكومة والمتمردين وكذلك زيادة تعقيد قضايا مثل الهجرة والرعي عبر الحدود. ونقل تحقيق لرويترز عن سكان بالإقليم الذي يقع علي حدود جنوب السودان، أنه "اذا حدثت حرب فسوف تؤثر في المعيشة والاقتصاد فهي تزيد الغلاء والفرقة بين الناس." واندلعت الحرب في دارفور عام 2003 بينما لازال مئات الألوف الذين فروا من القتال قبل ثماني سنوات يعيشون في مخيمات شاسعة مثل المعسكرات ويعيش كثيرون في أكواخ. وتزايد العنف في دارفور منذ ديسمبر الماضي رغم هبوطه عن ذروته مما دفع عشرات الالاف الي الفرار. ولم تؤد محادثات السلام التي توسطت فيها قطر الي الكثير علي الارض حيث انسحبت منها جماعات التمرد الرئيسية أو رفضت المشاركة. وقال فؤاد حكمت من المجموعة الدولية لمعالجة الازمات " مشكلات دارفور هي في الحقيقة مشكلات السودان متجلية في دارفور". فجماعات التمرد في السودان تمتد عبر مجموعة من الأقاليم والولاءات العرقية والقبلية لكنها تتحد في معارضتها للحكومة المركزية، بعدما تركزت الثروة والسلطة في أيدي طبقة في الشمال. ويقول بعض المحللين ان الانفصال قد يقوي الان تصميم المقاتلين المناهضين للحكومة في دارفور بعد ان رأوا الجنوبيين يحققون هدف الاستقلال وضعفت الخرطوم اقتصاديا بعد أن خسرت حقول النفط في الجنوب. ويقول محللون اخرون ان الجنوب المستقل حديثا قد يقوم بتأييد المعارضة المسلحة في دارفور حيث يتشارك معها في بعض الصلات الايديولوجية والسياسية. وتؤكد حكومة الخرطوم انها لن تسمح بانفصال أقاليم أخري. لكن المحللين يقولون الان ان القوات الحكومية متفوقة علي المتمردين وتقطع طرق امداداتهم السابقة وتطردهم من بعض المناطق الرئيسية.