خيم هدوء حذر أمس علي مدينة حماة، التي شهدت احتجاجات عارمة ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد، بينما دعا نشطاء سوريون إلي إضراب عام للضغط علي النظام عبر استهدافه اقتصاديا، حيث يسيطر علي الاقتصاد رجال أعمال مقربون من الاسد. وقال ناشطون حقوقيون إن قوات الأمن السورية اعتقلت عشرات الأشخاص في مدينة حماة وسط البلاد بعد مقتل 22 شخصا علي يد قوات الامن، كما أن الدبابات ما تزال متمركزة خارج المدينة. وقال عضو لجان التنسيق المحلية عمر الحموي ان "مداخل حماة مغلقة من قبل الأهالي، بعد ان نصبوا فيها أكثر من 10 آلاف حاجز لصد اي محاولة لاقتحامها ". وعلي صعيد متصل قال نشطاء وشهود عيان ان حوالي مائة عائلة فرت من حماة تجاه دمشق ومدينة السلمية القريبة خشية قيام السلطات بعملية عسكرية كبيرة هناك بعد ان طوقها الجيش. وشهدت العاصمة دمشق واللاذقية ودرعا وإدلب ودير الزور مظاهرات ليلية للمطالبة برفع الحصار العسكري المفروض علي حماة. من ناحية أخري، نقلت صحيفة الوطن السورية المستقلة عن مصادر سورية رسمية قولها إنه تم تأجيل الانتخابات البرلمانية إلي موعد غير محدد، لإفساح المجال أمام بلورة حياة سياسية تعددية، استنادا إلي تشريعات جديدة من بينها قانونا الانتخابات والأحزاب بالإضافة إلي تعديلات دستورية مرتقبة. وتهدف هذه التحركات الي إعادة ترتيب أوضاع حزب البعث بما يتوافق مع متطلبات المرحلة الجديدة. ومن جهته، قال المعارض السوري عبد اللطيف المنير إن مثل هذه التحركات لا تهم الشارع وأن النظام في سوريا عاجز عن قراءة رسالة المتظاهرين. وكشفت مجلة الإيكونوميست أن الرئيس السوري يفقد سيطرته علي البلاد لأسباب تتعلق بالاقتصاد السوري وانهيار الليرة السورية، وقالت إن معلومات مؤكدة تفيد بتهريب أكثر من 20 مليار دولار من البنوك السورية إلي بنوك لبنانية. ونقلت الصحيفة عن مصادر إلي أن الأموال المهربة من سوريا إلي بنوك محددة في لبنان تعود لشخصيات علي لائحة اتهام المحكمة الدولية، ومنهم ماهر الأسد، آصف شوكت، ورستم غزالة.