صُدمت بل ذُهلت وأُثرت عندما قرأت ما نشرته الزميلة »المصري اليوم« صباح الثلاثاء الماضي علي لسان المدعو محمد مرسي الذي يرأس حزب »الحرية والعدالة« صوت الإخوان المسلمين. السيد المبجل المحترم الذي يلهث من نصبوه علي عرش هذا الحزب وراء الولاياتالمتحدةالأمريكية لكسب رضاها والجميع يعرف علاقتها بإسرائيل والصهيونية العالمية .. هذا المبجل هاجم ووجه الاتهامات الي شرفاء هذا البلد الذين كانت لهم مواقفهم وعبروا عن المزيد منها تجاوبا مع مبادئ ثورة 52 يناير الحقيقية البعيدة عن »أصحاب الذقون« ان تهمة هؤلاء الشرفاء أنهم مارسوا حريتهم في المطالبة بتأجيل الانتخابات لا.. لشئ سوي لإعطاء الفرصة للأحزاب الوليدة للالتحام بالجماهير من أجل الترويج لسياساتها وبرامجها باعتباره حقا أصيلا من حقوقها. وفي المؤتمر الصحفي الذي دعا إليه »الإخوان المسلمين« في المنصورة قال المرسي: إن الذين وراء دعوة التأجيل والذين برروا ذلك بضرورة استكمال المنظومة الأمنية.. هم في رأيه صهاينة وأذناب للنظام السابق!! اتهمهم بالسعي لاكتساب الوقت من أجل ترتيب أوراقهم والتقاط الأنفاس موجهاً الجماهير إلي عدم إعطائهم هذه الفرصة!! ادّعي بأن الذين يطالبون بهذا التأجيل حصلوا علي رشاوي من الصهاينة والأمريكيين الذين يتباحث معهم سادته وقادته في جماعة »الإخوان« وفقاً لما أذيع وأعلن ويتناوله الجدل الكثير في كل التجمعات ووسائل الإعلام المحلية والعالمية !! السيد المرسي لم يفرق في عدوانيته وتجاوزاته وهذيانه بين العملاء والشرفاء في هذا البلد الذي يسعي إلي بناء مستقبل جديد واعد بعيداً عن سيطرة أو همجية أي فرد أو جهة أو جماعة حتي لو كانت تلك التي ينتمي إليها. ووصف السيد محمد مرسي رئيس أول حزب »للإخوان المسلمين« الذين ظلوا علي مدي 06 عاماً يعملون تحت الأرض يمارسون كل الاعمال السرية ويشكلون تنظيماتهم المريبة مطلب تأجيل الانتخابات بأنهم أعداء لاستقرار مصر ما بعد ثورة الشباب، والتي جنت ثمارها جماعة الإخوان بانتهازية. توافقاً مع مفهوم هذه الاتهامات فإنها تعني في مضمونها امتدادها إلي من ينادون بالدستور أولاً باعتبار انه سيترتب عليه إذا ما تم الأخذ به .. تأجيل الانتخابات وهو الامر المرفوض لأنه سوف يقود إلي تعطيل المؤامرة الإخوانية. ليس خافيا أن هدف الجماعة هو السيطرة والهيمنة علي مقدرات الوطن مستغلة في ذلك »الهوجة« والتضييق علي القوي الوطنية الاخري التي لا تملك ما لديها من مال وامكانات تنظيمية. من المؤكد ان هذا الهجوم الأهوج والاتهامات الخارجة التي لا تتسم بالحكمة أو الرزانة المطلوبة من رئيس حزب يزعم التزامه بالقيم الاسلامية وبالديمقراطية وحرية التعبير يدفع إلي المزيد من الشعور بالريبة والشكوك تجاه عملية إجراء الانتخابات. أن هناك اعتقاداً جازماً بأن مثل هذه الخطوة انما ترمي إلي اعطاء ميزة لمرشحي الإخوان في انتخابات مجلس الشعب القادم بالذات والتي ستسند لأعضائه تحديد أسماء اللجنة التأسيسية لوضع الدستور الدائم لمصر. أن الأحزاب التي أفرزتها الثورة وفي ظل ضيق الوقت الذي يجري استثماره لصالح الاخوان سوف لا تجد فرصتها وهو ما يعد إفتئاتا علي حقوقها في الحصول علي التمثيل المناسب في هذا المجلس. إن الإخوان وهم يسعون إلي تحقيق حلمهم وهدفهم لا يختلفون في ذلك عن الحزب الوطني الذي ولّي في الميل إلي نزعة السيطرة والهيمنة علي الساحة السياسية، حتي لو كان ذلك بغير وجه حق ورغما عن رأي الاغلبية الحقيقية. إنهم وبتأثير عقدة الاضطهاد قد مسهم الجنون وفقدوا السيطرة علي مشاعرهم والسنتهم إلي حد التناقض مع ما كانوا يعانون منه خاصة ما يتعلق بحرية الرأي. هذه التوجهات تفضح نواياهم الحقيقية ورغبتهم المحمومة في تصفية الحسابات إذا ما وصلوا إلي سدة الحكم. إنني علي ثقة أن السبب الوحيد الذي يجعل »الإخوان« يتمسكون بخطأ الانتخابات أولاً.. وإعطاء المجلس المنتخب حق اختيار لجنة الدستور هو انهم يريدون ان يضمنوا وبناء علي التسلسل المرسوم الإمساك بمقاليد الأمور.. من هنا فإن ما يقولونه عن أنهم سوف يُركزون علي الحصول علي 03٪ من عدد المقاعد بمجلس الشعب فقط لا غير، ما هو إلا هراء وعملية تمويه لا هدف من ورائها سوي الخداع والتضليل والتنويم حتي يتمكنوا ويحكموا وبعدها يحلها الحلال.. وربنا يسترها علي البلد وعلينا!!