جنود سوريون يحملون نعش أحد زملائهم بعد مقتله خلال الاضطربات التى تشهدها البلاد اكدت منظمة العفو الدولية ان "الاساليب الوحشية" التي استخدمتها قوات الامن السورية لقمع الحركة الاحتجاجية في مدينة تلكلخ بغرب البلاد شهر مايو الماضي "ربما تشكل جرائم ضد الانسانية". وأشارت إلي أنها "تبدو جزءا من هجوم منظم وواسع النطاق علي السكان المدنيين"، في حين، أعلنت المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا ارتفاع حصيلة القتلي برصاص قوات الامن السورية في مدينة حماة أمس إلي 22 مدنيا، وأشارت إلي أن عدد المصابين تجاوز ثمانين جريحا بعضهم في حالة خطيرة. وذكر التقرير الذي أصدرته المنظمة تحت عنوان "قمع في سوريا: رعب في تلكلخ" إلي حالات وفاة في الحجز وعمليات تعذيب واعتقال تعسفي وكررت المنظمة دعوتها لمجلس الامن الدولي الي "احالة الاوضاع في سوريا الي المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية". واوضحت ان التقرير استند الي "مقابلات اجريت في لبنان وعبر الهاتف مع اكثر من 50 شخصا. وقالت ان تسعة اشخاص توفوا اثناء وجودهم قيد الاعتقال بعد القبض عليهم في تلكلخ ودعت سوريا الي اطلاق سراح جميع الأشخاص الذين اعتقلوا تعسفا (...) بمن فيهم الأطفال" و"السماح لمحققي الاممالمتحدة الذين ينظرون حاليا في اوضاع حقوق الانسان في سوريا، بدخول البلاد بدون اية عراقيل". وقال فيليب لوثر لدي المنظمة ان "معظم الجرائم التي وردت في هذا التقرير يمكن أن تندرج ضمن الولاية القضائية للمحكمة الجنائية الدولية. لكنه أوضح أن مجلس الأمن الدولي يجب ان يحيل الاوضاع في سوريا الي المدعي العام للمحكمة اولا". وقال لوثر ان "استعداد المجتمع الدولي لاتخاذ اجراءات بشأن ليبيا باسم حقوق الانسان قد أظهر استخدام معايير مزدوجة في ما يتعلق بسوريا". من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه ان هناك مؤشرات علي ان روسيا بدأت تشكك في موقف سوريا بعد ان رأت الرئيس بشار الاسد يواصل حملته الدامية ضد المحتجين. ودعت فرنساالأممالمتحدة إلي اتخاذ موقف حازم في مواجهة "القمع المسلح الشرس". وقال النائب الفرنسي جيرار بابت ورئيس جمعية الصداقة الفرنسية السورية إنه "مع عدم تحرك الجامعة العربية ومع امتناع دول مثل السعودية عن قول شيء علنا لإدانة القتل الذي يمارسه النظام السوري يصعب أن نري الضغط الدولي يتزايد إلي أبعد من المجال الاقتصادي." وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن ما تفعله سوريا يكذب الوعود التي قطعها الأسد لبدء حوار سياسي وطني. في غضون ذلك، قال عمار القربي رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا إن قوات الامن داهمت مستشفي في حماة يعالج فيها عدد كبير من الجرحي. وأوضح أن حماة شهدت "نزوح اعداد كبيرة من السكان باتجاه دمشق والسلمية". وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان أمس الأول ان "الدبابات متمركزة عند مداخل المدينة باستثناء المدخل الشمالي. وان السكان في حالة تعبئة وقرروا الدفاع عن انفسهم حتي الموت". بينما نفي وزير خارجية سوريا وليد المعلم قيام الجيش السوري بعملية عسكرية في حماة أو انتشاره في ضواحيها، وأشار إلي أنه ربما تكون بعض الوحدات العسكرية قد تحركت باتجاه إدلب وفي هذه الحالة عليها أن تمر بالقرب من حماة. وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان ان "عدة مظاهرات ليلية جرت في عدد من المدن وبخاصة في ريف دمشق. كما اشار الي "حملة اعتقالات واسعة في منطقة حلة وكفر نبل الواقعتين في ريف ادلب" والمطوقتين بقوات الجيش.