ظاهرة جديدة في عالم »السوشيال ميديا» اشترك بها مئات الآلاف من الأشخاص في بلاد مختلفة، ليتبادلوا خبراتهم الحياتية تحت مسميات مختلفة علي موقع التواصل الاجتماعي »فيس بوك»، » تجربة - اسأل مجرب - نصيحة - جت في السوستة» وغيرها من التجمعات التي ظهرت بكثافة خلال الأشهر الأخيرة وحققت اشتراكات ضخمة في كل منها علي حدة، لتثير جدلاً واسعاً حول فوائدها وأضرارها المجتمعية، »الأخبار» تلتقي خبراء النفس والاجتماع للتعليق علي انتشار الظاهرة. في البداية وصف د. جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، انتشار الجروبات المخصصة لتبادل الخبرات والتجارب »بأسوأ ظاهرة في مواقع التواصل الاجتماعي»، لميل المشاركين لنشر التجارب السلبية بشكل أكبر من الإيجابية، معلقًا » كل منا جمهورية قائمة بذاتها من خلال خبراته وتجاربه المتوعة، ولا يمكن أن يصل الجميع إلي نفس النتيجة عند المرور بذات التجربة، لذلك لا يجب علي الجميع تقديم نصائح وفق رؤية شخصية. ويضيف أن الرؤي الشخصية والخبرات الفردية لا تجعل الفرد مؤهلاً لتقديم النصح أو الإرشاد، مؤكدًا أن تأثيراتها السلبية أكثر خاصة علي النساء باعتبارهم المشتركين الأكثر بهذه الجروبات، وأنها تحولت في كثير من الأوقات إلي منصة فتنة تثير البلبلة وتنشر الشائعات والأخبار الكاذبة الغير موثقة ولا نجد لا مصدر معلوم، مستشهدًا بنشرها أكاذيب علي القوات المسلحة، وبانتشار أخبار عن عدم صلاحية الدواجن الموجودة بالمجمعات الاستهلاكية، والتي نفتها وزارة الصحة فيما بعد، مختتمًا أن ناشري السلبيات ينحصرون بين نوعين إما أشخاصاً طاقتهم السلبية تتفوق علي الإيجابية لذلك ينشرونها، أو أنهم أصحاب مقاصد خفية تهدف لضرب الاستقرار. ومن جانبها أكدت د. هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع، اكتساب الخبرات من تجارب الآخرين وأن الاستفادة من فشل ونجاح الآخرين هو أمر مفيد جدا اجتماعيًا، مشددة علي ضرورة تفادي الأفكار السلبية قدر الإمكان، والتركيز علي التعلم من »حكايات الآخرين»، وأنه يجب تجزيء السلبيات وعدم ضخها كلها مرة واحدة وتعتبر »تجمعات الفيس بوك» عودة ل »قعدة المصطبة» التي كانت معروفة بالريف المصري قديما لتناقل الخبرات والسير الحياتية والتجارب المختلفة، ولكن بتقنيات عصرية حديثة، مضيفة أن علي جميع مشتركي هذه »التجمعات» مسئولية اجتماعية سواء كانوا مصدراً للمعلومة أو متلقين لها. وتوضح أستاذ علم الاجتماع أنه ربما ينشر أحد وجهة نظر خاطئة عن تجربة مر بها آخرون ويرونها جيدة لذلك يجب علي الآخرين من قبل مسئوليتهم الاجتماعية توضيح مزايا وعيوب التجربة، منهية حديثها بأن تلك الجروبات أمر مفيد جدا وأنها مجال »للفضفضة» التي أحيانا تكون حلا لبعض المشاكل. • محمد وهدان