نتائج الاستفتاء التي نسمع بها علي المواقع الاليكترونية والفيس بوك والنت لا ينبغي لنا ان نأخذ بها كمقياس حقيقي لرغبة عموم شعب مصر في السادة المترشحين لمنصب رئيس الجمهورية. وذلك لاسباب عدة منها ان النجوع والكفور والقري المنتشرة في ربوع مصر لا يعلم اهلها شيئا عن هذه الوسائل التي يتم من خلالها استطلاع آراء الناس وبالطبع هؤلاء الناس الذين لا يمتلكون من الاساس وجبة العشاء لا يعرفون الكمبيوتر ولا يرغبون في هذه المعرفة فيما هو قادم من أيام فاذا كانت وجبة العشاء بالنسبة اليهم ترفا فما بالك بالكمبيوتر والنت والفيس بوك انها بالنسبة لهم رجسا من عمل الشيطان.. ولكن اذا طرحت سعادتك علي هؤلاء الناس اسماء المترشحين لمنصب رئيس الجمهورية فسوف تجد ابتسامة عريضة ترتسم علي الشفاة وانشكاح ما بعده انشكاج لمجرد ذكر اسم عمرو موسي. وبالمناسبة عمرو موسي جاء اسمه ربما في المركز ما بعد الأخير بمعني لو ان علي برعي ترشح في الغد فسوف يسبق اسمه اسم عمرو موسي.. ليه ما اعرفش.. ويعود الي شعبية عمرو موسي عند الناس وليس لدي الشبكة العنكبوتية واقول.. ان مطربا شعبيا مثل شعبان عبدالرحيم عندما يكتسب صفة المطرب الشعبي فانه يتحدث بلسان الناس البسطاء في دولة الطرب ويتغني بأحلامهم وآمالهم واوجاعهم عندما يتصدي هذا المطرب الذي لم يأت نجاحه عن طريق البكش او الهمبكة ويقول، بحب عمرو موسي وبكره اسرائيل فانه هنا يترجم مشاعر وأحاسيس البسطاء والمهمشين والموظفين والفلاحين والطلبة وكل فئات المجتمع المصري والتي لا تزال تعتبر حتي هذه اللحظة ان اسرائيل هو عدوها الاول والأخير وقد كان عمرو موسي وزير خارجية مصر شوكة في حلق الكيان الاسرائيلي وكانت تصريحاته تلقي المراحب الحارة علي مستوي رجل الشارع من طنجة في المغرب العربي الي أقصي بقعة من الارض العربية في الشرق وارتفعت مكانة عمرو موسي الذي كان النغمة النشاز في نظام مبارك وعليه قرر النظام المتعامل مع اسرائيل والحليف الاستراتيجي لها وللامريكان ان يتخلص من عمرو موسي بابعاده من الخارجية المصرية وارساله في بعثة للامانة العامة للجامعة العربية وهنا ضرب النظام عصفورين بحجر واحد. فقد ارضوا أمريكا واسرائيل معا وتخلصوا من رجل حقق شعبية افتقدها جميع اركان النظام هذا الامر تكرر بنفس السيناريو مع كمال الجنزوري الرجل الذي شعر بنبض الشارع المصري واوجاع المواطن المصري فعل ما بوسعه لكي يخفف عنه الاعباء واصدر من القرارات ماهو في صالح هذا المواطن وليس ماهو في صالح رجال الاعمال ولذلك كان مصير الجنزوري مشابها لمصير عمرو موسي.. وما أنسي ما واجهه الجنزوري من معاملة بعد خروجه من الوزارة عقابا له علي الشعبية التي تحققت وربما لا يعلم أحد ان الرجل تم منعه من صلاة الجمعة في المساجد ومن اداء واجب العزاء في السرادقات لان الناس كانت بمجرد ان تشاهده في صلاة الجمعة ترفعه علي الاعناق وتهتف له.. ولهذا.. ولماذا ايضا.. فإن مجئ عمرو موسي والجنزوري في قاع هذا الاستطلاع هو امر مثير للريبة اضف اليه تلك الحملة المسعورة التي يتعرض لها عمرو موسي واتهامه بانه وراء صفقة الغاز الي اسرائيل وهذا أمر »لا يصدقه عقل« علي رأي الست شويكار. ياعمنا عمرو موسي وياتاج الرأس كمال الجنزوري انتما تسكنان سويداء القلوب ولو اراد الله خيرا لهذا البلد فإن أحدكما سيتشرف به منصب الرئاسة ذلك لان البشر صنفان صنف يتشرف بالمنصب وصنف يتشرف به المنصب وانتما من الصنف »الاخير« تماما كما هو موقعكما من الاستفتاء الاليكتروني.. ايضا في المركز »الاخير«!