منذ قامت الثورة وأنا متفائلة بمستقبل مصر لإنه حتماً سيكون أفضل من الوضع المأساوي الذي وصلت إليه قبل ثورة الشباب 52 يناير. وكنت اتابع القنوات الفضائية المصرية.. واستمع إلي الحوارات المختلفة في برامج عديدة في القنوات الخاصة والعامة.. وأري أن هذه النقاشات ظاهرة صحية لأنها مصحوبة بحرية الرأي.. لكن تمديدها لمدة طويلة لن يكون في صالح النهضة والتقدم الاقتصادي في مصر.. لأنها كلما طالت دخلت نفوس خبيثة لتخريب الأجواء الوطنية.. والعمل علي تكريس الطائفية البغيضة. إن الشعب المصري بحاجة الي العمل والإنتاج لتدور عجلة التقدم الاقتصادي.. كما أنها بحاجة الي الهدوء وتقليل عدد المظاهرات.. لأن عدم تواجد الاستقرار لا يشجع السياح علي زيارة مصر والصيف علي الأبواب.. إذ يعتمد قطاع كبير من الشعب المصري علي السياحة.. كما أن الاقتصاد حالياً أخذ في التراجع مع حالة الاضطراب التي تشهدها الساحة السياسية المصرية.. من إشعال الفتن بين المسلمين والمسيحيين التي يحاول أن يشعلها بعض فلول النظام السابق أو أعداء مصر من الخارج.. لكي لا تتمكن من النهوض اقتصادياً وحضارياً. إن مصر في رأيي ورأي الكثير من المصريين بحاجة إلي دستور يشكل القاعدة للعمل السياسي.. ثم اجراء انتخابات حرة يتنافس فيها الأحزاب والمستقلون لانتخاب رئيس مصر القادم الذي سيقوم بتشكيل السلطة التنفيذية والتشريعية.. وثم تجري انتخابات مجلس الشعب.. ليتنافس من خلالها الأحزاب والمستقلون في انتخابات نزيهة وشريفة تؤهل المجلس لمناقشة احتياجات الشعب المصري بكل طوائفه وطبقاته. كما أن روح المسئولية تتمثل الاخلاص في العمل والمحافظة علي قوانين المرور..علي أن تكون صارمة حتي تحترم.. ولا يستثني منها إبن وزير أوغيره.. وقد ضرب رئيس وزراء مصر الدكتور عصام مثلاً يحتذي.. عندما أصر علي أن يدفع ابنه الغرامة المرورية.. وهكذا إذا طبق النظام والقانون علي الجميع.. ستسير السيارات في مسارها لا كما هي الآن تتزاحم لكي تصل وترهق نفوس راكبي السيارات الأخري.. كما أرجو أن تختفي ظاهرة التزمير المزعجة في الشوارع المصرية.. فلماذا يزمر شخص في ازدحام مروري تقف فيه السيارات تنتظر.. هل هي واقفة بإرادتها أم غصب عنها.. وهل يريدها أن تطير لكي يمر.. إذن تزميره يحمل روح الأنانية في عدم مبالاته بإزعاج الآخرين وكذلك يحمل عدم التحلي بالسلوك المتحضر.. الذي نشاهده في الدول المتقدمة في احترام قوانين المرور ومنها مملكة البحرين وبقية الدول الخليجية. وأتمني مع الإخلاص في العمل وزيادة الانتاج ثم زيادة الأجور ان تتقدم مصر اقتصادياً وتزول ظاهرة البقشيش الذي تطول جميع جوانب الحياة في مصر أثناء النظام السابق ولم تختف بعد.