منطقة شرق بورسعيد هي التجسيد الحي للمقولة الشهيرة للنابغة المصري جمال حمدان عندما استخدم تعبير (عبقرية المكان) عن موقع مصر الجغرافي وسط بلدان العالم ومنطقة شرق بورسعيد تحديداً هي عين العبقرية في موقع مصر فهي الكنز المهدر، ولم تستغله مصر كما يجب حتي الآن لتكون واحدة من أكثر دول العالم جذباً للاستثمارات. ويؤكد هذا الامر توصيف البنك الدولي لمنطقة شرق بورسعيد بأنها قاطرة التنمية الاقتصادية لمصر وللاسف فمازالت هذه المنطقة خاوية علي عروشها الا من محطة واحدة لتداول الحاويات انفقت مصر علي إنشائها ما يقرب من 3 مليارات جنيه وتديرها شركة أجنبية وقد حاول بعض رموز النظام السابق بفسادهم المعهود إلتهام هذه المنطقة لحسابهم الخاص تحت ستار تسليمها لشركة إماراتية بكامل مساحتها ولكن الشرفاء والمخلصين لهذا الوطن تصدوا لهذه الجريمة ومنعوها وقام بيت خبرة عالمي بوضع مخطط تنموي لهذه المنطقة واعتمد منذ ثلاث سنوات لاقامة 51 محطة متنوعة من تداول الحاويات والبضائع والخدمات اللوجستية وغيرها بالاضافة لاستغلال المنطقة الحرة ظهير الميناء والمنطقة الصناعية المجاورة علي مساحة 58 مليون متر وقدرت الدراسات إمكانية توفير 052 ألف فرصة عمل في مشروعات هذه المنطقة وستقام بجوارها مدينة مليونية تستوعب 3 ملايين نسمة لتحقيق الهدف الاستراتيجي لمصر بتعمير سيناء وربط هذه المنطقة بباقي أجزاء الوطن بنفق اسفل قناة السويس باعتبار النفق هو مفتاح الحياة لهذه المنطقة الكنز ولعل المبادرة القطرية الاخيرة باستثمار 98 مليار دولار في شرق بورسعيد تحرك المياه الراكدة وتبدأ حكومة الدكتور عصام شرف في تفعيل مخطط التنمية المقرر للمنطقة وهو يعرف تماماً أهمية شرق بورسعيد في عهده عندما تولي وزارة النقل عام 4002 والخطوة الهامة والمطلوبة لبدء تطوير المنطقة واستقلاها هي تشغيل كيان يكون له الولاية علي هذه المنطقة بأكملها فهي الآن مقسمة بين ولاية هيئة موانيء بورسعيد علي منطقة الميناء وظهيره وخارج الميناء يتبع هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة وكل المطلوب هو كيان تمثل فيه وزارات النقل والإسكان والتخطيط والصناعة ومحافظة بورسعيد يكون هو الجهة الوحيدة التي تسيطر علي كل المنطقة داخل وخارج الميناء مما يسهل عليه تنميتها كما يسهل علي المستثمرين العالميين التعامل مع جهة واحدة فقط ونتمني أنت تسارع الحكومة في استغلال هذا الكنز والذي سيغير شكل الحياة الاقتصادية في مصر بأكملها وليس بورسعيد فقط.