خرج عشرات الآلاف من اليمنيين امس في صنعاء للمطالبة بمغادرة نجل الرئيس علي عبدالله صالح من اليمن وللدفع نحو تشكيل مجلس انتقالي، فيما تتفاقم في البلاد أزمة الوقود والكهرباء. وسار المتظاهرون في شارع "هايل" التجاري القريب من ساحة الاعتصام أمام جامعة صنعاء تلبية لدعوة "شباب الثورة السلمية"، فيما قدر المنظمون عددهم بعشرات الآلاف. كما شارك في المظاهرة مئات العسكريين المنشقين المنضمين الي الحركة الاحتجاجية والذين يتبعون قيادة اللواء علي محسن الأحمر. وردد المتظاهرون شعارات ضد احمد صالح نجل الرئيس وضد ابن اخيه عمار بن محمد صالح الذي يقود الامن الوطني، مطالبين برحيلهما عن البلاد، كما رفعوا لافتات رفضوا فيها "الوصاية" الامريكية والسعودية. من جهته، اتهم المتحدث باسم المعارضة اليمنية ابناء الرئيس اليمني واقرباءه بعرقلة المرحلة الانتقالية. وقال محمد قحطان ان "الثورة لم ولن تعجز عن نقل السلطة اذا ما تعثرت الحلول التوافقية". وتفاقمت في صنعاء وباقي مدن اليمن ازمة الوقود والكهرباء مع ظهور مؤشرات لأزمة غذائية بسبب ارتفاع اسعار المواد الغذائية. وفي صنعاء، اغلقت عشرات محطات الوقود امام الزبائن وسط انقطاع شبه تام للبنزين والديزل (المازوت). كما ارتفع سعر لتر البنزين الي أكثر من أربعة أضعافه في السوق السوداء. وتعاني صنعاء من انقطاع للكهرباء اذ ان التيار يصل الي السكان بمعدل ساعتين كل 24 ساعة، فيما توقفت مولدات الكهرباء الخاصة عن العمل بسبب أزمة الوقود. وفي مدينة الحديدة غربا قطع التيار الكهربائي بشكل تام مع انقطاع خطوط التغذية عن المدينة الساحلية الحارة. وقال أطباء ان 11 مريضا توفوا في المستشفي بسبب عدم امكانية تشغيل آلات غسل الكلي، فضلا عن وفاة أربعة أطفال في الحضانات. واتهم سكان الحرس الجمهوري، أنه منع وصول قاطرات البترول الي صنعاء. من جانب اخر قتل ستة عسكريين بينهم ضابطان واصيب ثمانية اخرون بجروح في معارك بين قوات الجيش ومسلحين يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة في محيط مدينة زنجبار الجنوبية التي يسيطر عليها مسلحون. واتهم القيادي بالحراك الجنوبي "عبد الله حسن الناخبي" أقارب الرئيس بتمويل الجماعات المسلحة التي تقول السلطات انها تنتمي لتنظيم القاعدة، للاستيلاء علي الجنوب. من جانب اخر قالت صحيفة يمنية ان فريقا من المحققين الأمريكيين توصل الي ان محاولة اغتيال صالح التي جرت عبر هجوم استهدف مسجد القصر الرئاسي قبل أسابيع، تمت بصاروخ أمريكي متطور "ولا يزال خارج نطاق التداول حيث يتوافر فقط لدي دول عظمي".