ما الذي يشغلنا ويلهينا عن القراءة الجيدة لتراثنا ونصوصنا الدينية التي تجنبنا التطرف وتحصننا ضد الفتن ؟! كأن ما يجري الآن من فتن وأحداث مأساوية في مناطق مختلفة من البلاد العربية والاسلامية هو ترجمة فعلية لأحاديث نبوية شريفة تبين مدي حرص الرسول وخوفه علي امته من بعده. لن يكون الحبيب المصطفي عليه الصلاة والسلام شفيعنا في الآخرة فحسب بل هو ايضا اشد حرصا وخوفا علينا في حياتنا الدنيا، لتكون يدنا هي العليا علي باقي الامم، حيث قال رسول الله صلي الله عله وسلم : » ان الله زوي لي الارض فرأيت مشارقها ومغاربها، وان امتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها، واعطيت الكنزين الاحمر والابيض، واني سألت ربي لامتي ألا يهلكها بسنة عامة، وألا يسلط عليهم عدوا من سوي أنفسهم فيستبيح بيضتهم، فإن ربي قال : يا محمد..إني اذا قضيت قضاء فإنه لا يرد، وإني أعطيت لامتك ألا أهلكهم بسنة عامة، وألا أسلط عليهم عدوا من سوي انفسهم يستبيح بيضتهم، ولو اجتمع عليهم من بأقطارها، حتي يكون بعضهم يهلك بعضا، ويسبي بعضهم بعضا » أصبح التناحر اليومي والاقتتال أمرا معتادا ومألوفا في كثير من البلاد العربية والاسلامية التي لم يعد أبناؤها يتورعون عن سبي وقتل بعضهم بعضا، والسبب الجوهري بلا شك هو الفتن والمؤامرات التي يدبرها بنو جلدتنا ليل نهار، والامة المتناحرة الضعيفة من البدهي أن تطمع في خيراتها بقية الأمم، وأن تتكالب عليها كما تتكالب الأكلة علي قصعتها مصداقا لقول الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم : » يوشك أن تتداعي عليكم الأمم كما تتداعي الأكلة علي قصعتها، قالوا : أومن قلة نحن يومئذ يا رسول الله، قال عليه الصلاة والسلام : لا، بل أنتم يومئذ كثر، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، قذف الله في قلوبكم الوهن، قالوا : وما الوهن ؟ قال عليه الصلاة والسلام : حب الدنيا وكراهية الموت». إذا لم نقرأ تراثنا جيدا، ونستثمره في تنشئة أبنائنا ونهضة بلادنا سنظل عرضة لموجات التطرف والفتن جيلا بعد جيل.