في مثل هذا الشهر يمر علي رحيل المستشار فاروق سيف النصر وزير العدل الاسبق 8 سنوات وبالتحديد توفي في 31 ديسمبر 2009 عن عمر يناهز 86 عاما، يذكر له الفضل كله ولا ينسب لغيره فيما قدمه للقضاء واستقلاله ورفعته، وينأي بهم عن أي مساس لكرامتهم بوضع نظام متكامل للرعاية الصحية والاجتماعية، أما بالنسبة لقيم وتقاليد القضاء فقام بتدريسها بمركز الدراسات وتصوره كيف يكون عليه رجل القضاء من قيم وتقاليد وحياد وموضوعية ونزاهة وترفع واستقلال. كان المستشار سيف النصر يرفع شعارا دائما بعدم التدخل في شئون القضاء رغم كونه وزيرا للعدل وعضوا في السلطة التنفيذية (الحكومة) ليطالب بحقوق القضاة، وله اسهاماته الواضحة في الارتقاء بمستوي القضاة وتطوير أبنية المحاكم. تميز عهده في جمع القضاة كلهم علي حب العدالة وكان لا يجيز المساس باي قاض مهما قلت درجته. المستشار فاروق سيف النصر من مواليد 14 ديسمبر 1922 حصل علي ليسانس الحقوق دور مايو 1943وعين معاونا للنيابة العام وعين قاضيا عام 1953 ثم رئيسا بالمحاكم الابتدائية عام 1961 ثم مستشارا بمحاكم الاستئناف عام 1968 ثم محاميا عاما عام 1970، ثم مستشارا بمحاكم استئناف القاهرة عام 1972، وعين بمحكمة النقض عام 1974 ثم نائبا لرئيس المحكمة الدستورية العليا عام 1979 ثم رئيسا للمحكمة الدستورية العليا وحتي عام 1983، وتم تعيينه وزير للعدل بعد بلوغه سن التقاعد وجلس علي كرسي الوزارة 18 عاما. ويعد المستشار فاروق سيف النصر من أبرز وزراء العدل الذين تركوا بصمات في مجال عملهم الوزاري،حيث أثري الفكر التشريعي بعلمه الغزير وشارك في إعداد العديد من التشريعات التي صدرت خلال العقود الثلاثة الماضية. رحل المستشار فاروق سيف النصر وترك خلفه سمعة طيبة، لم يتربح من منصبه، وإقرارات الذمة المالية التي كان يقدمها باستمرار لم يضف إليها أكثر من أول إقرار قدمه في حياته عقب تعيينه في النيابة العامة عام 1944 وكتب فيه أن لديه شقة إيجار بالدقي ومنزلا بالمهندسين وفدانين من الاراضي الزراعية بملوي بمحافظة المنيا بالصعيد، كان يردد دائما بأنه قاضٍ ودائم التواجد مع القضاة في كل مناسبة وعلي حساب حياته الشخصية أو العائلية، رحمة الله عليه.