بورسعيد الجميلة إحدي البقع الساحرة في حوض البحر المتوسط عاشت أكثر من أربعة عقود من عمرها وهي تئن تحت وطأة سرطان العشش الذي اقتحم شوارعها وميادينها وحولها من واحة للجمال إلي بؤرة يغطيها التلوث البصري بسبب أكثر من 50 الف عشة انتشرت في كل أرجاء المدينة لدرجة أن اليأس تمكن من أبنائها وأن مدينتهم راحت ضحية هذا السرطان الذي تمكن منها وكان يصعب استئصاله والشفاء منه وصحيح جرت محاولات وتم بناء مشروعات سكنية لحل هذه المشكلة ولكنها لم تكن حاسمة وكافية للقضاء عليها بشكل كامل ثم كان الموعد مع زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للمحافظة في ديسمبر الماضي للمشاركة في احتفالات المحافظة بعيدها القومي وكان أول قرار له في الزيارة بأن بورسعيد بتاريخها النضالي وموقعها كواجهةً سياحية لمصر آن الأوان أن يعود لها وجهها الحضاري وتكون أول محافظة في مصر تتخلص من العشوائيات وحدد الرئيس منتصف العام الحالي لتكون مدينة بورسعيد خالية من كل العشوائيات والمحافظة بأكملها خالية منها في نهاية العام الحالي ووجه الحكومة بتقديم كل الدعم للمحافظة لتنفيذ هذا القرار. وبالفعل بدأ العمل الفوري منذ زيارة الرئيس لتنفيذ المشروعات السكنية الجديدة لازالة ماتبقي من تجمعات العشش بها والتي تركزت في أكبر بؤرة عشوائية فيما عرفت بعزبة أبو عوف علي مساحة 42 فدانا وتم إزالتها بالكامل وتسكين المستحقين من المقيمين بها كما تم انهاء اقدم بؤرة عشوائية بالمدينة وهي لسكان عشش منطقة القابوطي وتم نقلهم الي 19 عمارة سكنية جديدة وكذلك ماكان من بواقي عشش زرزارة والتي كانت تضم في وقت من الأوقات أكثر من 30 ألف عشة وتم تسكين الباقي منهم وتجاوز عددهم 1550 مستحقا وفي شهر يونيو من العام الحالي تم إعلان مدينة بورسعيد خالية تماما من العشوائيات وعلي هذا الطريق يجري العمل حاليا في تشطيب 43 عمارة سكنية في جنوب بورسعيد لتسكين آخر تجمع للعشش في المحافظة في عزب هاجوج والإصلاح والجناين وسيتم الانتهاء منها قبل نهاية العام الحالي لتعلن بورسعيد رسميا أول محافظة في مصر خالية من العشوائيات وليوفي الرئيس كعادته بعهده ويحقق الحلم والمعجزة التي استعصت علي الحل علي مدي 40 عاماً كاملة واستكمالا لإعادة الوجه الحضاري لبورسعيد فقد تم استغلال الأراضي والمناطق التي كانت تزدحم بالعشش بمشروعات عمرانية وسياحية حديثة فقد تحولت منطقة عش زرزارة إلي أبراج سكنية حديثة ومتميزة وكذلك منطقة عشش القابوطي اما منطقة عزبة أبو عوف فقد تم وضع مخطط لتحويلها إلي منتجع سياحي وعمران متميز نظرا لوقوعها علي ضفاف بحيرة المنزلة والقرب من البحر المتوسط كما ستضم مشروعات ترفيهية وتجارية ومنطقة خدمات جاذبة للسياحة للمحافظة. شرق بورسعيد وفي نوفمبر من عام 2015 أعطي الرئيس عبد الفتاح السيسي إشارة البدء في تنفيذ مشروع تنمية شرق بورسعيد والذي يجسد ثلاث معاني كبري تجسد عظمة المصريين والموقع الاستراتيجي الذي يتمتع به وأهميته الاقتصادية لمصر وهو أحد المشروعات القومية العملاقة التي يجري تنفيذها الآن علي أرض مصر والتي ستغير وجه الحياة نحو حاضر مشرق ومستقبل أفضل بإذن الله. المعني الأول عبر عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما أعطي إشارة البدء لتنفيذ المشروع وأطلق عليه مشروع تحدي التحدي وهو بالفعل كذلك نظرا لطبيعة تربتها الطينية حيث تقع منطقة شرق بورسعيد في إطار مايعرف بأرض سهل الطينة بسيناء وكنت جزءا في محيط أحد أفرع النيل منذ آلاف السنين كما يقول الجيولوجيون ومازالت الأرض تحتفظ بطبيعتها والتي جعلت الكثير من الخبراء يتحفظ علي إقامة أي مشروعات عليها لصعوبتها وايضا كان هذا السبب العامل الأساسي في التأخر في استغلالها رغم موقعها الاستراتيجي إلا أن الرئيس السيسي رفض كل المبررات لعدم البدء في تنفيذ المشروع وأكد أن تأجيله سيضاعف من صعوبة اتخاذ القرار لتنفيذه. أما المعني الثاني والثالث ويكمل كل منهما الآخر فالمعني الثاني لاستراتيجية موقع شرق بورسعيد أنه يجسد العبارة الشهيرة للدكتور جمال حمدان »عبقرية المكان» وهو بالفعل موقع عبقري لا نظير له في العالم حيث يقع في منتصف أهم خط ملاحي تجاري في العالم والذي يربط بين شرق آسيا وغرب أوروبا والذي يتحكم في 65٪ من حجم التجارة العالمية كما أنه يقع علي مجري قناة السويس أهم ممر ملاحي في العالم تعبر من خلاله سنويا 20 ألف سفينة تقريبا. أرصفة بحرية ويأتي مشروع بناء أرصفة بحرية جديدة بطول 5.5 كيلو متر بميناء شرق بورسعيد لتضاف إلي الرصيف الحالي والبالغ طوله اثنين ونصف كيلو متر لتمتلك مصر أطول رصيف بحري في العالم ومن المقرر أن يمتد الرصيف في مرحلة ثالثة مستقبلا الي 12 كيلو مترا ونظرا لطبيعة التربة الطينية فقد تم استخدام أحدث تكنولوجيا في بناء الأرصفة علي خوازيق عملاقة يبلغ طول الواحد منها 68 متراً وعرض مترين ونصف تم غرسها في باطن الأرض بعد ملؤها بالخرسانة المسلحة لتقام عليها الأرصفة وقد انتهت أعمال إنشاء الأرصفة بنسبة 90٪. الانفاق المعجزة والمشروع الثاني العملاق بشرق بورسعيد وهو النفق أسفل قناة السويس الذي ينهي عزلة سيناء ويربط بينها وبين الوطن الأم ويعد إقامة نفق بورسعيد معجزة في حد ذاته حيث انه النفق الاول في العالم الذي يقام وسط أرض طينية مما استدعي حفر النفق بطريقة علمية وهندسية فريدة اقتضت حفر آبار مسلحة في باطن الأرض علي بعد 25 متراً ليتم انزال ماكينة الحفر في هذه الأنفاق وتبدأ منها عملية الحفر ووصف المهندس هاني عازر الخبير المصري العالمي هذه الأنفاق بأنها الأكبر في العالم ووسط هذه التحديات الصعبة فقد أنجزت الشركات المصرية التي تتولي حفر النفق ومن قبله الأرصفة الجديدة بالميناء عملها طبقا للمخطط المقرر وعبرت ماكينة الحفر قناة السويس من أسفلها علي عمق 45 متراً في باطن الأرض من الشرق إلي الغرب. أكبر منطقة صناعية وثالث المشروعات العملاقة بالمنطقة هي المنطقة الصناعية التي تقام علي مساحة 40 كيلو متراً وهي أكبر منطقة صناعية بالشرق الأوسط وواحدة من أهم وأكبر مناطق الاستثمار والصناعة في العالم وبدأ العمل في تجهيز المرحلة الأولي منها علي مساحة. 10 كيلو مترات وقارب العمل علي الانتهاء في الشريحة الأولي منها علي مساحة 4 كيلو مترات ويتولي العمل فيها أكثر من مطور صناعي مصري وعالمي لإعدادها لاستقبال المشروعات الاستثمارية والصناعية بتغيير التربة الطينية بتربة معالجة وقامت الهيئة الهندسية المشرفة علي المشروع بإنشاء أول مصنع نموذج بالمنطقة. اكتفاء ذاتي وآخر المشروعات العملاقة بالمنطقة هي المزرعة السمكية الأكبر في العالم والتي تقام في شمال شرق بورسعيد علي مساحة 32 ألف فدان علي شاطئ البحر المتوسط في سيناء وتستخدم فيها أحدث تقنية في العالم بربط المزارع السمكية بالبحر المتوسط مباشرة في حركة دائرية لمياه البحر مع المزارع لتكون تلك المزارع وكأنها في داخل البحر لتوفير بيئة طبيعية للأسماك مما يزيد من إنتاجيتها كما تضم المزرعة احواضا سمكية تقام داخل مياه البحر نفسها ومن المنتظر أن تساهم هذه المزرعة العملاقة في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأسماك.