نعم إنهم لا يحاربون دولة ولا نظام حكم وإنما وبكل البراهين والشواهد وتواصلا مع أعمالهم الاجرامية الخسيسة وافكارهم القائمة علي فكر الخوارج.. أقدموا علي جريمة تفجير مسجد الروضة ببئر العبد في سيناء. قتلوا النفس التي حرم الله قتلها الا بالحق. قتلوا الابرياء الآمنين بدم بارد وهم يؤدون صلاة الجمعة التي باركها الله. ارتكبوا جريمتهم البشعة في نفس الوقت الذي يزعمون فيه انهم يدافعون عن الدين الذي كان هؤلاء الضحايا الشهداء يؤدون إحدي فرائضه. هؤلاء القتلة الكفرة المأجورون أكدوا وأثبتوا بكل الدلائل أنهم لا يريدون بجريمتهم محاربة دين الله فحسب ولكنهم أرادوا ان يعاقبوا في نفس الوقت.. الشعب المصري علي نضاله وكفاحه من أجل حياة أفضل. لم يكن هدفهم ازهاق هذه الارواح الطاهرة البريئة.. ولكنهم استهدفوا ان يقتلوا في هذا الشعب روح التحدي والحماس لبناء الوطن للنهوض به وتحقيق تقدمه. انهم ما ادركوا ولا دار بخلدهم ان ما قاموا به لن يزيد هذا الشعب سوي اشتعالا لروح التحدي وتعاظم عزيمته واصراره علي المواجهة والتصدي حتي القضاء عليهم وتطهير الوطن والعالم من رجسهم وشيطانيتهم. فليعلم الجميع ان هذا الشعب المثابر لن يهدأ - له بال ليس بأخذ بثأر شهدائه- وانما حتي القضاء التام علي هذه الفئة الضالة التي من المؤكد أنه لا انتماء لها لدين أو وطن، انهم ما قاموا بجريمتهم إلا إرضاء لكفرهم وانحرافهم وتوافقا مع عمالتهم. انهم يفتقدون لاي هوية دينية او وطنية او قومية وإنما يدينون وينتمون فقط لمن يدفع ويقدم لهم السلاح والمال والمأوي. ان الرئيس السيسي ومن خلال كلمته البالغة عبر عن نبض الشعب الحزين الذي اتخذ قراره بان العزاء في شهدائه لن يكون كاملا الا بالقضاء الكامل والشامل علي اصحاب هذه النزعة الارهابية الاجرامية. ان الدماء البريئة التي سفكت في مسجد روضة بئر العبد لن تروح هباء ابدا انها بمثابة قوة دفع للضرب بيد من حديد علي كل نبت لهذا الارهاب دون شفقة أو رحمة. يأتي ذلك باعتباره قصاصا عادلا تقضي به شرائع الله وكل قوانين حقوق الانسان الحقيقية. وسط دموع الحزن فإن الشعب ينتظر هذا اليوم وهذه الساعة بفارغ الصبر.. ولا يلوم المجرمون وداعموهم سوي انفسهم وكلنا في انتظار القصاص. كل المصريين عن بكرة أبيهم توافقوا علي حبس دموعهم وأحزانهم غضبا وحنقا انتظارا ليوم يشفون فيه غليلهم تطبيقا لشرع الله »العين بالعين والسن بالسن». إن ما يطالبون به إنما يعكس أن ما تم ارتكابه خالف كل الشرائع والأديان وانتهك كل القيم الاخري. إنه جرم جسيم يستحق عليه مرتكبوه الموت والتصفية حقا وعدلا. يوم يتحقق هذا الهدف سوف تعود السكينة الي النفوس والافئدة وتطمئن أرواح الشهداء الذين يحظون برعاية المولي وجناته.