حتي مساء الاربعاء »أول أمس» ظل المهندس شريف إسماعيل يواصل العمل بكل ما في الطاقة من جهد. عقد اجتماعات ورأس جلسة مجلس الوزراء وأصدر العديد من القرارات. وبعدها كان الإعلان عن سفره صباح أمس »الخميس» إلي ألمانيا في رحلة علاجية تستغرق ثلاثة أسابيع يجري خلالها جراحة دقيقة في أحد مستشفياتها المتخصصة. هذا السلوك من الرجل يعكس ملامح شخصيته التي تقدس العمل وتحترم الالتزام بالواجبات. جاء الرجل إلي موقعه كرئيس للوزراء من خارج التكهنات، وتحمل المسئولية في فترة من أصعب الفترات وتولي عبء الاشراف علي تنفيذ قرارات اقتصادية صعبة، وانصرف للعمل في صمت قل فيه حديثه ربما أكثر من اللازم.. تاركا للعمل وحده أن يتحدث. كل دعواتنا لشريف إسماعيل بالشفاء والعودة سالما لوطنه، ليستكمل مسيرة عنوانها الجدية والالتزام في وقت نحتاج فيه لان نعيد الاحترام لهذه القيم، ونعيد التأكيد علي أن طريقنا للبناء لابد أن يمر من أبواب العلم والعمل والعطاء بلا كلل : دعواتنا بالشفاء وسلامة العودة. ومع سفر رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل لعدة أسابيع. كان لابد من أن تقوم رئاسة الدولة باختيار قائم بأعماله طوال فترة غيابه. ولعل هذا يطرح من جديد فكرة وجود نائب أو أكثر لرئيس الوزراء في التشكيلات القادمة.. سواء لكي يكون معروفا من يقوم بهذه المهمة في الظروف الطارئة، أو لكي يتم تنظيم العمل داخل الحكومة من خلال مجموعات متخصصة يرأس كلا منها نائب لرئيس الوزراء. أيضا.. تمنياتنا بالشفاء لقداسة البابا تواضروس الذي يخضع للعلاج من آلام الظهرالتي عاودته والتي اضطرته لإلغاء العظة الاسبوعية. هذا الرجل المصري الرائع الذي تولي رئاسة الكنيسة المصرية في أصعب الظروف، والذي كان ركنا أساسيا في دعم الوحدة الوطنية التي أنقذت مصر من الوقوع في قلب الفوضي أو التخلف ، كما أراد أعداء الوطن،والذي ساهم بكل جهده في إحباط كل مخططات إثارة الفتنة الطائفية وأعلن بكل الاعتزاز الوطني أن أقباط مصر يتحملون حرق الكنائس لأنهم يدركون أن الاعداء يريدون حرق الوطن.. وهو ما لن يسمح به مصري واحد من المسلمين أو الاقباط. كل أمنياتنا للبابا تواضروس بالشفاء العاجل، ليواصل جهده في مسيرة ستعبر منها مصر كل التحديات بفضل وحدة أبنائها في وطن كان وسيظل عنوانا للمحبة والسلام.