أعلن شيخ مشايخ محافظة تعز جنوب اليمن "حمود سعيد مخلافي" ان مقاتلين تابعين لقوي المعارضة المناهضة للرئيس علي عبد الله صالح تمكنت من السيطرة علي المدينة بعد مواجهات مع القوات الموالية للنظام. لكن مصادر بالمعارضة قالت ان قوات الحرس الجمهوري لازالت تهجم علي السكان وتشيع الفوضي لليوم الثالث علي التوالي. وأفادت تقارير ان اشتباكات بين مسلحين وجنود وقعت قرب القصر الرئاسي في المدينة وأسفرت عن مقتل أربعة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال. في الوقت نفسه تجدد القتال امس في مدينة زنجبار عاصمة محافظة "أبين" جنوب البلاد حيث يسيطر مسلحون يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة، مما أسفر عن مقتل 15 شخصا. وقال مصدر عسكري ان ثلاثة ألوية تحتشد منذ مساء امس الأول قرب زنجبار وهي مستعدة لشن هجوم لإنقاذ الجنود المحاصرين في قاعدة عسكرية. وأشار الي ان مقاتلي القاعدة بينهم أفغان ومصريون. ووسط أوضاع سياسية مرتبكة، قالت "مصادر أمريكية مطلعة" ان 40٪ من جسم الرئيس اليمني "أصيب بحروق فضلا عن انهيار أحد رئتيه جراء اصابات لحقت به اثر هجوم استهدف القصر الرئاسي الجمعة الماضية ويعتقد انه ناجم عن قنبلة وليس هجوما بقذيفة". وكانت الرياض قد أعربت عن أملها بأن يقبل صالح التوقيع علي وثيقة المبادرة الخليجية التي تنظم إنتقال السلطة في اليمن. لكن مسؤولين سعوديين يصرون علي عدم التدخل في قرار صالح العودة إلي اليمن أو البقاء في المملكة إلا أن من المرجح أن تكون الولاياتالمتحدة وأوروبا تضغطان من وراء الكواليس علي السعوديين لضمان أن يكون بقاء صالح في المملكة دائما. وقال خالد فتاح خبير الشؤون اليمنية إن السعوديين سينتهزون الفرصة لتحويل فترة نقاهة صالح إلي فترة راحة سياسية. وأضاف أن خطر تحول اليمن إلي فوضي أشبه بكابوس بالنسبة للأمن القومي السعودي. وكان سعوديا قتل اثنين من حرس الحدود وأصاب ثالثا أثناء محاولته عبور حدود المملكة إلي اليمن في وقت مبكر من صباح امس. وقال منصور التركي المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية إن الرجل نفسه قتل أيضا. في الوقت نفسه علن ثوار مشاركون في اعتصام صنعاء ان مسيرة مليونية دعي لها ستنطلق من ساحة التغيير في المدينة للمطالبة بعدم عودة صالح الذي يعالج في الرياض. وقال "وسيم القرشي" "إننا نريد ان نوصل صوتنا للعالم لاسيما لدول الخليج للضغط عليه.. اذا أراد العودة فليعد كمواطن فقط". وكان نائب الرئيس "عبد ربه منصور هادي" قد أعلن في وقت سابق ان صالح يتعافي وسيعود للبلاد خلال أيام". ومن جهتها أكدت ممثلة المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة "آن مايمان" ان القتال في اليمن تسبب في نزوح نحو نصف مليون شخص من منازلهم. في الوقت نفسه نشرت السلطات البريطانية 80 عنصرا من البحرية الملكية علي طول الساحل اليمني امس مع تصاعد الإرتباك الذي ساد المشهد السياسي والأمني في اليمن. وقالت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" إن الجنود موجودون علي متن سفينة التموين "فورت فيكتوريا"، في حين أشارت محطة "سكاي نيوز" الي وجود سفينة أخري هي "ارجوس" كذلك في المنطقة". ورفضت وزارة الدفاع البريطانية الادلاء بتفاصيل حول مهمة السفينتين، لكنها أكدت ان بعثة تقييم عسكرية ارسلت للمكان في اطار انتشار روتيني" وقالت في بيان انه "نظرا للتطورات الحالية في اليمن، فإن لندن اقرت خطة لإجلاء رعايا البلاد، وأن القوات البريطانية الموجودة في منطقة الخليج باتت علي "أهبة الإستعداد للتدخل اذا تطلب الأمر". وتخشي القوي العالمية من أن تتيح الفوضي الفرصة لجناح تنظيم القاعدة في اليمن للعمل ما يضاعف المخاطر علي السعودية ودول أخري منتجة للنفط.