أثق تماما في حسن نية الوفد المصري الذي لبي دعوة ايرانية مدفوعة ولكني لا أثق في الداعي.. سفر الوفود الشعبية بعد الثورة الي الجنوب..كان من ابرز المهام التي رسخت نجاح الثورة المصرية.. بل ونجحوا في تصحيح اخطاء كارثية تقترب من الجرائم للنظام السابق، رحلات ضمدت جراح في نفوس الأشقاء ومدت جسور الثقة مع بلاد تضخ كل صباح الماء في شريان مصر..في اثيوبيا تميزوا.. السبب انها رحلات نبعت من ارادة صادقة..فتحملوا مشقة السفر ونفقاته.. لم يطلبوا من اثيوبيا سوي ترتيب وتنسيق مواعيد السفر واللقاءات. هل يصدق أحد في مصر ان يقف مواطن مصري خارج البلاد يوجه اتهامات علنية تخوينية لجهات في مصر لأنها تجرأت واعتقلت أحد الدبلوماسيين الايرانيين -أصحاب الدعوة المدفوعة- هو في الأساس رجل مخابرات.. يجمع معلومات عن جيش مصر وأسرارها.. الحماس الذي كان يتحدث به الممثل العجوز الذي فاته قطار الفن فحاول التعلق بمترو السياسة.. كان يقف بين يدي صدام حسين قبل سنوات في بغداد..عدو ايران التاريخي... ليقول بأكثر من ذلك. الظرف الحالي يفرض علينا الحذر والحساسية تجاه كل خطر ولو بسيطا يلوح في الأفق ضد جسد مصر وهي في مرحلة الإفاقة بعد جراحة تطهير الفساد.فهل الجهات في مصر كانت غبية كما قال عجوز السيما- وهي ترتب أولويات الانفتاح علي العالم. بعدما رسم ميدان التحرير توجهات مصر العربية.وأريد أن أسال الممثل القومي العربي سابقا هل يعرف المناسبة التي حلت ذكراها وهو يقيم بأفخر فنادق طهران.. ففي مثل هذه الايام من عام 1979 ارتكبت السلطات الايرانيةالمحتلة للاحواز مجزرة بشعة بحق المواطنين الاحوازيين العزل في مدينة المحمرة . هل اهتز جفن عجوز السيما القومي العربي وهو هناك لماذا لم يتحدث عن حقوق العرب الأحواز في غرب ايران. الوفد الذي عاد.. سافر بدعوة لم يعرف الكثيرون أن صحفيا مصريا يعمل في قناة ايرانية.. ويتلقي راتبه من السلطات الإيرانية هو الذي اقترح علي السفير الإيراني استغلال الظرف وترتيب زيارة لوفد شعبي مصري الي ايران.. أي ان الرحلة فقدت صفة المبادرة المصرية الخالصة.. وبالطبع اسرع السفير بعرض الفكرة علي حكومته التي وجدتها فرصة جيدة تعود من خلالها ايران الي قلب الأمة العربية.. وهي مرحلة النقاهة فستكون مقاومتها ضعيفة في مواجهه الرغبات الإيرانية لإستعادة شيعية الأزهر, ودق اسفين بين مصر وعمقها العربي في الخليج الذي تصر ايران علي انه فارسي..ولكن هل هذه الزيارة المدفوعة يمكن أن تسبب هذا؟ الإجابة جاءت علي لسان احمدي نجاد "مستعد لزيارة مصر فور تلقي الدعوة من المسئولين في مصر... مستعدون لفتح سفارة لنا في القاهرة خلال يوم واحد "24 ساعة" هذه الكلمات جاءت علي لسان الرئيس الإيراني وهو يلتقي الوفد المصري المدعو.. والرئيس الإيراني يعلم أن مصر تعيد ترتيب ملف العلاقات الخارجية..وايران ذاتها كانت اول المستفيدين بعدما تم السماح لبارجتين ايرانيتين بالعبور من قناة السويس بعد 30 عاما من المنع..كل ما في الأمر ان مصر بدأت بالملفات الفلسطينية والأفريقية هل ما حدث انتقام لأن المخابرات العامة تجرأت وأعلنت القبض علي جاسوس ايراني.... قاسم كان يدير شبكة يجري التحقيق مع اعضائها المصريين الآن..جمعت معلومات سرية عن مصر لا يحق لغير المصريين والمتصلين بها الإطلاع عليها....واكتفت مصر رغم أن التحقيقات كشفت أن عمله الحقيقي هو التجسس وأنه لم يأت من الخارجية الإيرانية بل احد كوادر الإستخبارات الإيرانية. بعد وقت قصير من اطلاق الجاسوس علي أن يغادر مصر خلال 24ساعة..تقدم القائم بالأعمال الإيراني بالقاهرة بطلب لوزارة الطيران المدني للسماح لطائرة ايرانية تابعة لشرطة كيش للهبوط في مطار القاهرة في رحلة خاصة لنقل المدعوين الي طهران..ورغم القبض علي الجاسوس الرسمي ..وافقت السلطات في مصر ووصلت الطائرة..وفي اليوم التالي.. كان حوالي 50 مصريا يحزمون خقائبهم الي المطار في رحلة مدفوعة تستغرق اسبوعا. وقبل السفر بوقت قليل فوجئ الوفد المصري بالجاسوس يصعد معهم نفس الطائرة..شخص واحد رفض الصعود الي الطائرة..هو محام مصري قال:" لن أصعد الي الطائرة وعليها الجاسوس الذي ابعد عن مصر لأنه تجسس عليها"..ولكن تأثير السفير الإيراني واغراءات الدعوة المدفوعة.. ومحاولات مقاومة مستمية من الصحفي المصري صاحب فكرة الرحلة.. المهم اقلعت الطائرة وعلي متنها الوفد المصري والجاسوس الإيراني. شتان الفارق بين رحلة الشعب المصري الي اثيوبيا وأوغندا التي كانت ممولة من مصريين قرروا المشاركة في دعم ثورة الشعب. لا أحد ضد ايران كشعب اسلامي شقيق يعاني كثيرا من قمع الحريات والتنكيل بكل محاولات الإصلاح.. بل علي العكس كنت اتمني علي الوفد المصري الذي زار طهران أن يفتح حوارا مع الإصلاحيين هناك مثلما تريد ايران فتح حوار مع جميع التيارات السياسية في مصر. كان علي الوفد أن يطالب الرئيس الإيراني بدعم الحريات.. فالثورة المصرية ستصدر الحرية الي كل بلدان المنطقة..ولن تسمح بخيانة دماء الشهداء الذين ماتوا في سبيل الحرية.