أحد المصابين من أنصار الشيخ الأحمر خلال المعارك المتواصلة فى صنعاء تجدد القتال العنيف امس بين القوات الموالية للرئيس اليمني علي عبدالله صالح وأنصار زعيم أكبر قبائل البلاد الشيخ صادق الأحمر فيما بلغت حصيلة المعارك فجر امس 16 قتيلا علي الاقل. وذكر شهود ان المعارك العنيفة تجددت في حي الحصبة خاصة في محيط مقر الحزب الحاكم الذي سبق ان استولي عليه أنصار قبيلة "حاشد"، وقال مصدر طبي: ان الجثث ملقاة علي الطرقات في المكان ولا تستطيع سيارات الاسعاف الوصول اليها نظرا لكثافة القتال. في الوقت نفسه احتشد الاف المقاتلين القبليين علي مشارف صنعاء لدخولها ومساندة أنصار الأحمر، حيث اشتبكوا مع جنود علي بعد 15 كلم عن صنعاء. وذكر شهود عيان ان الطيران العسكري خرق جدار الصوت فوق المسلحين المحتشدين بالقرب من صنعاء لإرهابهم، وكذلك خرق جدار الصوت فوق منطقة »خمر« في شمال البلاد، معقل قبائل حاشد. وأفاد مصدر ملاحي: أن الرحلات الي مطار صنعاء علقت وتم تحويلها الي عدن في جنوب البلاد بسبب احتدام المعارك. من جهتها نقلت وكالة الأنباء اليمنية عن مسئولون في وزارة الداخلية ان وحدات أمنية خاصة وجهت ضربات قوية وموجعة لعصابات أولاد الأحمر الاجرامية في منطقة الحصبة ونفذت عمليات نوعية وشجاعة تمكنت خلالها من اخراج المعتدين من عدد من المنشآت والمرافق العامة في منطقة الحصبة. وكانت المعارك التي جرت فجر امس هي الأعنف منذ خرق الهدنة وعودة القتال الي حي الحصبة في شمال صنعاء. وتكثفت حركة النزوح من حي الحصبة الذي ما زال يعاني من انقطاع للكهرباء. وقال: محسن سنان أحد النازحين صنعاء مهجورة الان، اذا استمرت المعارك سنقرأ الفاتحة علي اليمن. ويأتي تفجر الوضع في صنعاء بالتزامن مع تدهور الموقف في تعز جنوبا، حيث اندلعت اشتباكات فجر امس بين القوات الموالية لصالح ومحتجين، تركزت حول قصر الرئاسة في المدينة وبالقرب من معسكر للحرس الجمهوري. وفي محافظة أبين المجاورة، استمر نزوح مئات الأسر من مدينة زنجبار ومحيطها الي محافظة عدن اثر اشتداد المواجهات بين الجيش والمسلحين. وشهدت عدة مناطق بمحافظة الضالع القريبة عصيانا مدنيا شاملا، حيث أغلقت معظم المتاجر في المدينة وتوقفت حركة المواصلات في البلاد لعدة ساعات. وفي واشنطن قال البيت الأبيض إن الرئيس باراك أوباما أوفد جون برينان أكبر مستشاريه في مكافحة الإرهاب إلي كل من السعودية والإمارات لبحث الوضع المتدهور في اليمن. وأدان في بيان الإستخدام المؤسف للعنف من قبل الحكومة ضد المتظاهرين المسالمين في تعز، مؤكدا أن هذه الأحداث المأسوية تؤكد الحاجة إلي نقل السلطة علي الفور. ومن جهتها إعتبرت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ان النزاع في اليمن لن ينتهي الا اذا اخلي صالح وحكومته الطريق للمعارضة للبدء في عملية انتقال سياسي. وأكدت ان وجود صالح لا يزال مصدرا للنزاع الكبير. وفي الوقت الذي يستعد فيه أنصار صالح للخروج غدا في مسيرة أطلقوا عليها »جمعة الأمان« تأيددا للرئيس في مواجهة »جمعة الوفاء لتعز« التي يعتزم المحتجون الخروج فيها، أشارت مصادر الي ان هناك مشاورات جارية بين نظام صالح والدول الخليجية لتحديد موعد لتوقيع المبادرة الخليجية.