الغردقة تودع أزمات »العطش».. والتوسعات العمرانية والسياحية تنتعش رئيس شركة المياه: نراعي المعايير الدولية و100مليون جنيه لتطوير الشبكات محطة »اليسر».. مفتاح الفرج الذي شيدته الدولة لفتح باب الأمل والإنجاز بسواعد المصريين، هي أكبر محطة لتحلية مياه البحر بالشرق الأوسط علي سواحل مدينة الغردقة، والأهم أن محطة »اليسر» تحمل نصيبا كبيرا من اسمها، فتمثل نقلة كبيرة لجودة الحياة في محافظة البحر الأحمر، حيث تفتح أفاق الخير واليسر علي أهالي الغردقةوالبحر الأحمر بإنتاج 80 ألف متر مكعب من المياه لتقضي بشكل نهائي علي أزمة مياه الشرب بمدينة الغردقة وسد احتياجات المواطنين والقطاع الفندقي والسياحي والتوسعات العمرانية المستقبلية، بعد أن كانت المياه مشكلة تعاني منها المدينة السياحية وكان ما يضخ لها من المياه لا يكفيها. 55 ألف متر مربع مساحة الأرض التي نبتت عليها »محطة اليسر» كشجرة تضخ الحياة في شرايين مدينة الغردقة، تمدها بالمياه العذبة لتطرح ثمرة التنمية والإنجاز، طاقة إنتاجية هائلة وتكنولوجيا متطورة تؤهل »اليسر» لتصبح نموذجاً فريداً لمحطات تحلية مياه البحر بالشرق الأوسط وأفريقيا، والتي تقوم بسحب ما يقرب من 250 ألف متر مكعب من مياه البحر المالحة وتحويلها إلي 80 ألف متر مكعب مياه عذبة صالحة للشرب، وفق إجراءات تراعي أشد المعايير والاشتراطات الدولية في مجال تحلية المياه.. زيارة »الأخبار» لمحطة »اليسر» لتحلية مياه البحر، لم تكن جولة عادية لمشروع قومي، بل رحلة لتوثيق إنجاز جديد يضاف إلي قائمة التنمية التي تشهدها مصر، بمشروعات عملاقة هدفها الاستراتيجي رعاية وخدمة المواطنين. معالجة أولية بدأت رحلة اكتشاف الإنجاز بمحطة اليسر لتحلية المياه من مأخذ مياه البحر التي تمد المحطة بالمياه المالحة وهو عبارة عن 2 ماسورة بطول 300 متر وبقطر 1200 ملي، والتي تقوم بسحب مياه البحر بواسطة الجاذبية دون استخدام المواتير إلي »بيارة» بالمحطة استعداداً لعملية المعالجة والتحلية، والتي تبدأ بعبور المياه المالحة عبر 4 بوابات رئيسية إلي »باند اسكرين» والذي تكون مهمته إجراء تنقية أولية للمياه من الشوائب ولا يتيح عبور أكثر من 50 ميكرومتراً في المياه، ثم تمر المياه عبر 4 بوابات إلي غرفة المعالجة الأولية والتي يتم بها تنقية المياه من المكونات الحية والعوالق والشوائب من خلال وحدات الكلور والبوليمر وكلوريد الحديد، والتي يجاورها غرفة الطرمبات وهو مكان ضخم يضم 14 طرمبة لضخ المياه بطاقة 700 متر في الساعة لكل طرمبة. تنتقل المياه إلي وحدة » الملتي ميديا فلتر» أو فلاتر متعددة الوسائط وهي عبارة عن 14 خزاناً كبيراً والتي تقوم بحجز المياه والتخلص من الأملاح الذائبة بشكل آلي وبتكنولوجيا متطورة ولا يتيح عبور أكثر من 20 ميكرومتراً، لتصبح المياه جاهزة للدخول إلي محطة التحلية أو ما يعرف ب » عنبر کO » وهو مكان كبير يضم الكثير من المراحل والفلاتر التي تقوم بتنقية المياه وفقاً للمعايير الدولية وبأحدث الطرق والتكنولوجيات، تبدأ مرحلة التنقية بعنبر کO بفلتر المواد الصلبة والذي ينقي المياه من جميع المواد الصلبة ولا يتيح عبور أكثر من 5 ميكرومترات، ثم تنتقل المياه إلي مرحلة الضغط العالي، حيث تدخل إلي مواتير الضغط التي ترفع ضغط المياه من 7 بار إلي 60 بار من خلال 12 ماتوراً يقدر سعر الواحد ب 6 ملايين تقريباً، لتدخل بعد ذلك إلي حوض المعالجة والذي يضم 7 أقسام وهو عبارة عن شبكة من الفلاتر الكبيرة تمر منها المياه بضغط عالٍ تقوم بتنقية المياه والتخلص من الأملاح الذائبة حيث تدخل المياه بها نسبة أملاح 145 ألفاً وتخرج بنسبة أملاح 200 فقط وتكون المياه في تلك المرحلة نقية تماماً. مياه عذبة تصل المياه بعد رحلتها إلي مرحلة المعالجة النهائية والتي يتم خلالها إضافة بعض المواد لضمان النقاء وطرد الغازات من المياه وعبورها علي خزانات حقن الكلور، لتخرج المياه العذبة الصالحة للشرب جاهزة للمرحلة الأخيرة وهي ضخها إلي الشبكة الرئيسية للمياه بواسطة طرمبات المحطة. وأكد العميد محمد عبد المعطي مدير المحطة أن عملية تحلية المياه داخل المحطة تحت السيطرة بشكل كامل بنظامي Skada وPlc، ويتم التحكم بها آلياً وبتكنولوجيا متطورة، تضمن الأمان الكامل لنقاء المياه، وخلوها من الأملاح الزائدة والفيروسات والشوائب. وأضاف أن المياه تخضع للتحليل بشكل آلي عبر المراحل المختلفة للتنقية والتحلية إلا أن المحطة تضم معملاً لتحليل المياه بشكل يدوي للتأكد من جودتها، وأشار إلي أن المحطة تغلق نفسها أوتوماتيكياً إذا زادت نسبة الأملاح في المياه عن 500 ملليجرام في اللتر وذلك لضمان وصول المياه بجودة عالية إلي المواطنين. أكبر محطة تحلية »أكبر محطة تحلية بالشرق الأوسط» هكذا وصف المهندس يحيي صديق رئيس شركة مياه الشرب بالبحر الأحمر محطة »اليسر» لتحلية مياه البحر، وأكد أن المحطة تستخدم أحدث منظومات تحلية المياه والتي تستخدمها كبري المحطات العالمية. وأضاف أن المحطة ستخدم ما يقرب من 400 ألف نسمة في مدينة الغردقة ومدهم بالمياه العذبة، حيث تنتج المحطة 80 ألف متر مكعب في اليوم الواحد ويتم تشغيلها وإدارتها بأحدث نظم التحكم »سكادا» والذي يتيح التحكم الآلي في كافة ماكينات المحطة من غرفة التحكم. وأوضح صديق أن محطة اليسر دخلت الخدمة في 11 سبتمبر الماضي بعد الانتهاء من مرحلتيها الأولي والثانية لتصبح جاهزة للافتتاح الرئاسي خلال احتفالات أكتوبر، وعقب الافتتاح ستتم إعادة توزيع مياه النيل التي كانت تضخ لمدينة الغردقة عبر خط »الكريمات» وضخها إلي مدينتي سفاجا ورأس غارب ليصبح نصيب سفاجا بعد الزيادة 20 ألف متر مكعب ورأس غارب 14 ألف متر مكعب، لتعتمد مدينة الغردقة في احتياجاتها من المياه علي محطة اليسر لتحلية المياه. 24 ساعة وأكد رئيس شركة مياه الشرب بالبحر الأحمر أن 50% من أبناء الغردقة سيستفيدون من مياه محطة اليسر علي مدار 24 ساعة دون أي انقطاع للمياه بعد أن كانوا ينتظرون ضخ المياه يومي الأحد والأربعاء فقط من كل أسبوع، أما ال 50% المتبقية فسيتم ضخ المياه المحلاة إلي منازلهم يومين فقط »بنظام المناوبات» إلي أن تدخل محطة »الدهار» الخدمة بعد أعمال تطويرها، لنتمكن في النهاية من ضخ المياه لكل مدينة الغردقة علي مدار 24 ساعه كاملة. وأوضح أن المشروع صديق للبيئة ويراعي كافة الاشتراطات البيئية والصحية وأن المياه المحلاة مطابقة لمعايير منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة، وأشار إلي أن تكلفة المحطة بلغت 750 مليون جنيه بالإضافة إلي 100 مليون جنيه لتطوير وتركيب شبكات مياه بالمدينة لضمان جودة وصول المياه للمواطنين. توسعة المحطات وعن مشروعات تحلية المياه بالبحر الأحمر، أكد المهندس يحيي صديق أن مدينة القصير تضم محطة تحلية مياه بطاقة إنتاجية 7500 متر مكعب يوميا وهناك توسعات للمحطة لتصل قوتها إلي 10 آلاف متر مكعب، وفي مدينة مرسي علم محطة تنتج 2000 متر مكعب ويتم إنشاء محطة جديدة بطاقة إنتاجية تصل إلي 3000 متر مكعب مياه، كما تضم شلاتين محطة تنتج 3500 متر مكعب بالإضافة إلي إنشاء محطة جديدة بقوة 3000 متر مكعب، وفي مدينة حلايب محطة تنتج 600 متر مكعب من المياه ومحطة جديدة »تحت الإنشاء» بطاقة إنتاجية 1500 متر مكعب، وفي مدينة أبو رماد محطة تنتج 600 متر ومحطة جديدة تنتج 1500 متر مكعب من المياه. اهتمام رئاسي »تنهي أزمة مياه الشرب بالغردقة» هكذا أكد اللواء أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر علي أهمية محطة »اليسر»، التي تخدم جميع أهالي مدينة الغردقة الذين ظلوا يعانون فترات طويلة من نقص المياه، وأشار إلي أن المدينة كانت تعتمد سابقاً علي خط مياه الكريمات للحصول علي مياه الشرب الذي كان يضخ ما يقرب من 50 ألف متر مكعب من المياه والتي كانت لا تكفي احتياجات أبناء المحافظة خاصة في فصل الصيف الذي يشهد إقبالاً كبيراً من السياح والمصريين. وأضاف أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أثناء افتتاح ميناء الغردقة البحري، أصدر تكليفاته برفع الطاقة الإنتاجية لمحطة اليسر لتحلية المياه من 40 ألف متر مكعب إلي 80 ألف متر مكعب، وهو ما منح محافظة البحر الأحمر الفرصة للقضاء علي مشكلة المياه التي ظلت تعاني منها سنوات طويلة. وأوضح محافظ البحر الأحمر أن التكلفة الإجمالية للمشروع بلغت 750 مليون جنيه، وأشار إلي أنه أصدر تعليماته بأن يراعي في تصميم المحطة إتاحة الفرص لإجراء توسعات مستقبلية لخدمة الأجيال القادمة.. واختتم اللواء أحمد عبد الله حديثه بأن فكرة إنشاء محطات لتحلية مياه البحر هو اتجاه عام للدولة التي تولي اهتماما كبيرا بمثل تلك المشروعات، التي لن تقتصر علي مدينة الغردقة فقط بل ستمتد لتشمل كافة مدن البحر الأحمر من ضمنها مدينتا حلايب وشلاتين.
