تذكرت عندما وقفنا أنا واصدقائي في مثل هذا الوقت في العام الماضي بعد منتصف الليل أعلي كوبري أكتوبر لالتقاط صورة تذكارية علي ضفاف النيل.. وقتها حاصرتنا مجموعة من سيارات الشرطة وطلبت منا الإنصراف فورا وإلا سيتم سحب رخص السيارات. ومنذ أيام وفي نفس المكان شاهدت منظرا أرجو ألا يتحول إلي واقع في عيون كل المصريين.. رجل يفترش رصيف الكوبري »بوابور جاز وصفيحة مياه« ومن خلفه مجموعة كراسي لزبائن »الكافيه« الذي قرر الرجل ان يفتتحه علي الكوبري دون ان يعارضه أحد.. وعلي الرصيف المقابل وجدت رجلاً آخر يمتلك نفس المقومات ولكنه يبيع حمص الشام.. ووجدت نفسي اقول بطريقة لا ارادية »ولا مؤاخذة يا بلد« معقول نصل إلي هذا الحد من الفوضي واللا مبالاه.. لو كان فهم الحرية بهذا الشكل.. ولو كان رد فعل الشرطة بهذه السلبية.. سنجد معظم شوارع مصر تحولت الي عشوائيات. من حق الجميع أن يبحث عن لقمة عيش شريفه ولكن في إطار ما يحدده القانون.. ومن حقنا أن نعترض علي المناظر المسيئة لمصر وأهلها.. ومن واجب الحكومة ان تستجيب سريعاً وتحارب كل ما هو مخالف للقانون نظام الطبطبة بحجة أن الشعب عاش سنوات طويلة تحت مظلة الظلم والاستبداد لا يشفع للخارجين عن القانون ان يحتلوا الارصفة والشوارع ويقيموا فيها مشاريع لم نرها الا في بلدنا. أطالب وزير الداخلية باطلاق حملة حقيقية لتطهير شوارع مصر من لصوص الارصفة قبل ان يطلق الشعب شعاراً جديداً بعنوان »ولا مؤاخذة يا شرطة«