لغة الأرقام والإحصائيات لا تكذب ولا تتجمل.. ولأن الرئيس عبدالفتاح السيسي اتخذ الصراحة والوضوح مع الشعب نبراساً ومنهاج عمل لا يحُيد عنهما مهما كانا قاسيين، إيماناً منه بأن بناء الدولة يجب أن يتم على قواعد وأسس سليمة.. لذلك كان الرئيس السيسى ينصت باهتمام، ويستمع بتركيز، إلى البيانات التي أعلنها بالأمس اللواء أبوبكر الجندى- رئيس الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء -بمناسبة إنتهاء التعداد العام للسكان والإسكان والمنشآت، حتى تتمكن الدولة من الاستفادة بهذه الأرقام في رسم سياساتها للسنوات المقبلة، ضمن استراتيجية التنمية المستدامة.. رؤية مصر 2030، والتى تعد خارطة طريق ترسم ملامح مستقبل مصر. الرئيس السيسي ظهر عليه التأثر والحزن من صدمة لغة الأرقام التي تضمنها تقرير التعداد والذى أكد أن هناك 3 ملايين أرملة و471 ألف مطلقة وأن حجم الزواج المبكر بين الإناث بلغ 113 ألف حالة.. الرئيس السيسى عقَّب بتأثر شديد على هذه المأساة، قائلاً: إن عدد المتزوجات في سن ال12 سنة كبير، وبعضهن أصبحن مطلقات وأرامل وهن في هذه السن الصغيرة، ولابد أن ينتبه الجميع إلى خطورة ذلك، وفي المقدمة منهم الآباء الذين يزوجون بناتهم في هذه السن الصغيرة.. الرئيس أشار أيضاً إلى ظاهرة خطيرة كشفها التعداد العام للسكان والمنشآت بأن هناك 10 ملايين وحدة سكنية غير مشغولة بالسكان ومغلقة في الوقت الذي يعاني فيه المجتمع من أزمة إسكان. الرئيس السيسى أكد أن إحصاء السكان قدَّم بيانات كثيرة يجب إلقاء الضوء عليها والاستفادة منها من خلال تشكيل لجنة عليا من الجامعات والحكومة، لدراسة تلك الأرقام وأسبابها وكيفية مواجهتها. نعم سيادة الرئيس، فقد كشف جهاز الإحصاء في تعداده عن أرقام صادمة، حيث أكد أيضاً أن 68% من المصريين متزوجون، و24% لم يتزوجوا، وهناك 6.4% أرامل.. التعداد كشف أيضاً أن 12 مليون مصري يحملون شهادات جامعية، وأن ريف الوجه القبلي به 38% من نسبة الأمية على مستوى الجمهورية حيث وصل عدد الأميين إلى 18 مليون مواطن بينهم 10.6 مليون إناث، و7.4 مليون ذكور.. كما أن هناك 28.8 مليون مواطن لم يلتحق أو تسرب من التعليم، والعدد الأكبر منهم في الريف، حيث يتواجد 12.4 مليون في الوجه القبلي، و12 مليون، في الوجه البحرى، و3.9 مليون مواطن في المناطق الحضرية. لغة الأرقام أكدت أن عدد سكان مصر في الداخل والخارج بلغ 104.2 مليون نسمة، منهم 94 مليوناً و498 ألفاً و827 نسمة في الداخل، و9.4 مليون نسمة في الخارج لذلك يجب أن يبحث الجميع عن حل لإيقاف هذا الانفجار السكانى الذى يلتهم كل مقومات التنمية. هذه الأرقام الصادمة التي كشف عنها الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء يجب كما وجَّه الرئيس السيسى ألا تمر مرور الكرام، ويجب أن يتم تشكيل لجان لدراستها وإيجاد حلول عاجلة لها، ويجب أن تكون إحصائيات التعداد للحكومة هادية ومرشدة. [email protected]