كثيرون باتوا متشائمين بشأن مستقبل ثورات الربيع العربي. وظهرت حالة من الخوف ، بشأن مستقبل الثورات العربية التي أسقطت الحكام الطغاة مثل الثورة المصرية في ظل ظهور حالة من الانقسامات الطائفية والفكرية ، باتت تهدد وحدة المجتمع المصري ، كذلك تدهور الاقتصاد المصري، وتوقف عجلة الإنتاج بسبب المظاهرات والاضطرابات لتحقيق مطالب فئوية لا تستطيع الحكومة تلبيتها. أما بالنسبة لثورات الربيع العربي التي لازالت تكافح من اجل الحصول علي الحرية والديمقراطية كما هو الحال في ليبيا وسوريا واليمن ، فهناك مخاوف من إشعال الأنظمة المستبدة الحاكمة في هذه البلاد لحروب أهلية بسبب التنوع القبلي والطائفي. وما يزيد من المخاوف بشأن تلك الثورات استماتة القذافي والأسد وصالح في التمسك بمناصبهم ، وعدم اكتراثهم بالدمار الذي سيلحق ببلادهم بسبب وجودهم ، وهذا هو شأن الديكتاتور في أي مكان وزمان ، فلم يترك هتلر ألمانيا إلا بعد تدميرها. ولم يهرب موسوليني إلا بعدما أصبحت إيطاليا ذليلة وجائعة ، وكذلك فعل صدام حسين بالعراق، إلا أن الوضع اختلف في مصر وتونس بسبب موقف الجيش. من الواضح أن الصراع بين الشعوب العربية الثائرة والحكام المستبدين ، لن ينتهي سريعا ، إلا أنه أصبح في حكم المؤكد أن يسقط الحكام الفاسدون في نهاية المطاف الواحد تلو الآخر مثلما حدث في دول شرق أوروبا عام 1989 حينما انهارت الديكتاتوريات . وعلي الرغم من قتامة الصورة بشأن مستقبل الربيع العربي إلا أن كل ما سبق هي مشكلات وعقبات يجب التنبه لها وتجاوزها ، خلال معركة الحصول علي الديمقراطية ، وعلي الثوار أن يستعدوا لدفع ثمن الحرية.