»س.ح.م».. ثلاثة حروف تجدها مدونة علي مقاعد وعربات القطارات، اختصارا ل »سكة حديد مصر»، تاريخ عريق خلف تلك الحروف الثلاثة يجعلها قاطرة للحضارة التي تحتاج إلي متحف يروي تاريخها ويجمع مقتنياتها، وتعد سكة حديد مصر أول خط سكة حديد تم إنشاؤه في إفريقيا والشرق الأوسط، والثاني علي مستوي العالم بعد بريطانيا، حيث بدأ إنشاء خط سكة حديد في عهد محمد علي باشا عام 1834، ووصلت القضبان بين السويس والإسكندرية، إلا أن العمل توقف بسبب اعتراض فرنسا، ولكن في منتصف القرن الثامن عشر تم إنشاء خط سكة حديد في مصر عام 1851،وبدأ التشغيل رسمياً عام 1854، وكان المشرف علي تنفيذ المشروع المهندس الإنجليزي روبرت ستيفنسون نجل مخترع القاطرة » جورج ستيفنسون».. هذا التاريخ العريق يمكنك اكتشافه داخل » متحف السكة الحديد» الموجود بجوار محطة مصر في ميدان رمسيس، والذي تم إنشاؤه في عهد الملك فؤاد الأول عام 1933، ويعد المتحف الأول عربياً والثاني عالمياً، والذي تم تطويرة مؤخراً خلال زيارتنا للمتحف اصطحبنا محمد خليل أحد المسئولين بالمتحف في جولة لاكتشاف كنوز هذا المكان العريق، المتحف يتكون من طابقين الأول يضم قطارا تاريخيا للخديو سعيد الذي أهدته له فرنسا عام 1862، وهو عبارة عن قاطرة وصالون مصمم بشكل فني فخم، ومقتنيات ونماذج لأساليب النقل منذ القدم وحتي اكتشاف البخار وأبرزها محرك »لولبي» للطائرة» موث دي هافيلاند» التي قامت برحلة من إنجلترا إلي مصر عام 1932 بالاضافة إلي وثائق ومستندات تاريخية، وفي الطابق الثاني يضم نماذج للقطارات الملكية، وتاريخ السكة الحديد وتطورها بالإضافة إلي مقتنيات أصلية للأدوات المستخدمة في محطات السكة الحديد ونماذج لمحطات مصرية عتيقة، وجسورا وتذاكر ترجع إلي بدايات القرن الماضي، ويضم المتحف مكتبة موسعة تشمل مجلدات وكتبا وثائقية عن الحركة التاريخية والفنية للنقل والسكة الحديد.. وتقول ناهد الخطيب مديرة المتحف إنه بعد التطوير الهائل الذي شمل المتحف نقوم حاليا بتطوير داخلي في طريقة عرض المعلومات التاريخية الخاصة بالسكة الحديد متماشياً مع مطالب الزائرين، بالإضافة إلي تنفيذ أنشطة لطلاب المدارس والأطفال ومسابقات حتي يكون هناك أنشطة تفاعلية داخل المتحف.