لايمكن أن يتمكن وزير من العمل تحت هذا الضغط الإعلامي الذي أصبح يفرض نفسه علي كل من يريد أن يعمل أو ينجز أو يحقق هدفا .. أتحدث عما يجري من ملاحقة إعلامية غير مسبوقة لكل مايفعله وزير التربية والتعليم د. أحمد زكي بدر !. لو وضع أي منا نفسه مكان الوزير وداخل مسئولية بحجم مسئوليته الكبري والتي تتعلق بالمستقبل العلمي لكل طالب أو طالبة في مصر .. وهي مسئولية جاءته محملة بأثقال من الفوضي والفساد والتسيب العلمي وارتباك المناهج وغياب الحلول الإبداعية للمشاكل المتراكمة وضعف الميزانية المخصصة للتعليم وانعدام الرقابة وزوابع الامتحانات وتحديات الدروس الخصوصية وميليشيات المتربحين من كل هذه الثغرات .. لو أن أيا منا وجد نفسه داخل خضم هذه الفوضي غير الخلاقة .. فلابد من أن يسأل نفسه من أين أبدأ ؟.. والحقيقة أنه لم يكن أمام الوزير الشديد الجدية د.أحمد زكي بدر سوي اختيارين لاثالث لهما .. أما أولهما فهو أن يريح ويستريح ..وذلك بأن يدخل المغارة الحكومية ويختبئ تحت حصانتها وداخل مكتبه المكيف ويدير الوزارة من خلال تظاهرة إعلامية عنوانها الخداع و" تستيف الأمور " والشعارات والتصريحات المحفوظة من نوع " كله تمام يافندم" "مؤتمرات تطوير التعليم مستمرة " "بعبع الثانوية العامة سينتهي للأبد " " تم تصفية كل جيوب الدروس الخصوصية وسنحمي جيوبكم " وهكذا حتي تنتهي مدة بقائه في الوزارة والتي قد تمتد 10 سنوات وأكثر ومن المؤكد أن الوزير هنا سيكسب نفسه علي حين نخسر نحن تعليمنا! أما الاختيار الثاني فهو ألايخشي في الحق لومة لائم فيتحرك وفق رؤية محسوبة ويضرب علي الحديد وهو ساخن ويباغت المخالفين في عقر دارهم ويجاهد في سبيل مايؤمن به دون تهاون.. وينذر من تخلي عن واجباته.. ويدعم من أخلص .. وهو يعلم أنه ينبش قبور الفساد ويعض رغيف من التهموا مالا حراما في بطونهم بعدما ارتضي ضميرهم الغائب القيام بمهمة إجهاض حق أبنائنا في تعليم متميز .. وهو هنا إنما سيجد نفسه منهمكا بجدية وصدق وإخلاص في آداء مهمته المقدسة التي طالما استحلفنا غيره أن يقوم بها ولكن لامبالاتهم اغتالت كل حقوق أبنائنا التعليمية! ولاأدري هنا لماذا أتذكر قصة جحا وابنه عندما قررا السفر مع حمارهما .. فركب الابن علي الحمار وسارالأب جحا .. فقال الناس الابن لايشعر بمعاناة الأب .. فركب الأب جحا الحمار وسار ابنه فقال الناس كم هو أب ظالم .. فركب جحا وابنه علي الحمار معا .. فقال الناس كما هما قاسيان! لقد انفلتت العملية التعليمية وكلنا يدرك ذلك .. كما انه قد جاء من يريد أن ينجز المسئولية وأن يملأ فراغ الكرسي الوزاري الذي يجلس عليه .. لذلك علينا أن نمنح هذا الوزير الصادق النوايا فرصة لمّ شتات العملية التعليمية ، وضبط مدخلاتها ومخرجاتها ، وترميم سلوكياتها واستعادة ضميرها واحترامها وقدسيتها ! اتركوا مساحة زمنية يعمل خلالها بحرية الوزير المقتدر د. أحمد زكي بدر .. واتركوا مسافة بينكم وبين إنجازاته حتي يكتمل البناء ثم احكموا بعدها وانتقدوا كما شاء لكم! مسك الكلام : لن يرضي كل الناس علي عملك هذا لايهم .. المهم أن ترضي أنت عن عملك وأن يرضي الله عنه.