دافعت زعيمة ميانمار »أونج سان سوكي» بعد صمت طويل عن تصرفات جيش بلادها في أزمة مسلمي الروهينجا، في أول خطاب توجهه للأمة من داخل البرلمان بالعاصمة نايبيداو، منذ أن شن الجيش حملات عسكرية علي قري ولاية الراخين. وقالت إن قوات الأمن تلقت تعليمات لاتخاذ كل الإجراءات لتفادي إصابة مدنيين خلال الحملة العسكرية ضد متمردي الروهينجا في ولاية راخين غرب البلاد. وأدانت سوكي التي تشغل منصب وزيرة الخارجية ومستشارة الدولة أية انتهاكات لحقوق الإنسان في ولاية راخين، وقالت إن أي شخص تورط في هذه الانتهاكات سيحاسب وفقا للقانون وإنها تشعر بحزن عميق لمعاناة كل من شملهم الصراع. وقالت سوكي إنها لا تخشي »تدقيقا دوليا» حول أزمة الروهينجا، معلنة استعداد ميانمار لتنظيم عودة أكثر من 410 آلاف لاجئ من مسلمي الروهينجا الذين فروا من أعمال العنف في الولاية إلي بنجلادش. وأشارت سوكي إلي أن »ميانمار ستستقبل من تعتبرهم لاجئين من دون أي مشكلة مع ضمان الحفاظ علي أمنهم بالإضافة إلي حصولهم علي المساعدات الإنسانية»، إلا أن الشروط التي تفرضها ميانمار علي الروهينجا صارمة إذ إن هؤلاء لا يملكون أي مستند لإثبات إقامتهم منذ عقود في البلاد. وأوضحت سو كي أنه منذ 5 سبتمبر الجاري توقفت المعارك وانتهت عملية التطهير التي قام بها الجيش. لكن »فيل روبرتسون» عضو منظمة »هيومن رايتس ووتش» نفي ذلك قائلا إن صورا التقطتها الأقمار الصناعية تظهر أن نحو نصف قري الروهينجا أحرقت وإن الوقت قد حان لاعتراف سوكي وحكومتها والجيش بحقيقة أن قوات الأمن »لاتتبع القواعد وتطلق النار وتقتل كما تشاء». واعتبرت منظمة »العفو الدولية» أن سو كي تمارس »سياسة النعامة» تجاه »الفظائع» التي يرتكبها الجيش في ولاية راخين.. وجاء الخطاب، بعد ساعات من تحذير قوي غربية خلال اجتماع علي هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك باتخاذ إجراءات ضد ميانمار في حال لم تقم سوكي بإنهاء حملة الجيش ضد الروهينجا.