منذ أسبوعين حذرت من النفق الذي دخلت فيه إدارة النادي الأهلي عند التصويت علي اللائحة الاسترشادية وأشدت بموقف الكابتن محمود الخطيب العاقل المسئول الذي انطلق من أن مكانة الأهلي في مصر تفرض عليه أن يكون نموذجا يحتذي في التماسك والوحدة علي الاصول والقواعد كمؤسسة وطنية مصرية، وأن تاريخ هذه القلعة الرياضية وانجازاتها لا تبرر لمجلس إدارتها أبدا فرد العضلات واستعراض القوة حتي لا تكون النتيجة كما سمعنا ورأينا لأنه لا يصح إلا الصحيح! وقد تابعت باهتمام الزيارات التي بدأها محمود الخطيب لرموز الأهلي وللمؤسسات الإعلامية لاستطلاع الأراء حول كيفية النهوض بالرياضة المصرية وفي القلب منها كرة القدم، وعندما اقترح عليه البعض ترشيح نفسه لرئاسة الأهلي وجدتني بدون تردد أؤيد هذا الترشيح وأباركه، لكن لماذا أؤيد وبشدة ترشح الكابتن محمود الخطيب لرئاسة النادي الاهلي؟ الإجابة بسيطة جدا ولا تختلف كثيرا عن إجابات عشاق الأهلي وجماهيره وأعضاء جمعيته العمومية، فمحمود الخطيب.. علي المستوي الشخصي انسان مثالي ومخلص ومنظم أما علي المستوي الرياضي فهو صانع السعادة الكروية الحقيقي، وصانع السعادة يختلف عن تاجر السعادة،فالأول جواهرجي يصنعها أما الثاني يجدها جاهزة ويوظفها لمصالحه الشخصية وانتماءاته السياسية. الخطيب أشهر مشاهير الكرة المصرية وأحد الذين أسهموا بدور كبير في صناعة البهجة المصرية والأهلاوية، ارتبطت إنجازات الأهلي وبطولاته القارية ببزوغ نجم محمود الخطيب كتلميذ بارع في المدرسة التي صاغها وأسسها المدرب المجري العظيم مسترهيديوكوتي، الذي منحته إدارة صالح سليم ومن بعده إدارة حسن حمدي كل التسهيلات والثقة للعمل والإبداع، ومثلما كان للأهلي الفضل الكبير بعد الله سبحانه وتعالي علي ما حظي به الخطيب ورفاقه من مجد وحب في قلوب الملايين فقد جاء الوقت ولاحت الفرصة التي وجد فيها الخطيب أنه آن الآوان أن يرد الجميل للأهلي وجماهيره ! كان من السهل أن يبقي الخطيب رمزا جميلا في خيال جماهير الكرة، لكن حالة الخطيب أكدت أن النجومية لا تولد من فراغ، فالاجادة في الملعب والحفاظ عليها وليدة ذكاء وقدرة علي التصرف وإيجاد الحلول السريعة التي تقود إلي الفوز في داخل حدود الملعب وكذلك الحال في متطلبات النجاح في أي عمل إداري داخل أسوار النادي، وبالذكاء والقدرة صنع الخطيب تاريخا كبيرا وظل اسطورة من أساطير الساحرة المستديرة وأغنية وشعارا تهتف به الجماهير عند لحظة الفرحة " بيبو.. بيبو " وظل الرياضي الأشهر والافضل ليس في مصر وحدها ولا داخل القارة السمراء فقط ولكن علي المستوي العالمي.. ففي عام 1987، اختاره الاتحاد الدولي لكرة القدم لنيل جائزة اللعب النظيف علي مستوي العالم، حيث خاض الخطيب أكثر من 450 مباراة علي الصعيد الودي والرسمي سواء مع منتخب مصر أو النادي الأهلي ولم ينل سوي إنذار واحد. وهو اللاعب المصري الوحيد الحائز علي جائزة أفضل لاعب في افريقيا لعام 1983، طبقا لاستفتاء مجلةFrance Football وقد استلم الجائزة في حفل كبير بالقاهرة..وهو انجاز لم يحققه أي لاعب مصر من قبل وحتي الآن.. تحدث عنه العالم حينها وعلقت مجلة أونز مونديال الفرنسية الشهيرة علي الانجاز بصفحة كاملة عن الخطيب وانجازاته. وبعد اعتزاله وتوليه الإشراف علي الكرة ثم تدرجه في المناصب الادارية من عضو لجنة الكرة وعضو مجلس الادارة وأمين صندوق ثم نائب رئيس النادي في مجلس حسن حمدي، أثبت الخطيب أن ملكات الابداع داخل المستطيل الأخضر لا تختلف عن ملكات الابداع في الادارة! وهذ هو شأن الكبار دائما الذين تعلم منهم وتواجد بينهم وعلي رأسهم المايسترو.. فلا يمكن لأحد أن يرافق صالح سليم ولا يتعلم منه شئيا بل وصل الأمر إلي اشادة المايسترو بالخطيب حينما قال : " "مثل بيليه وديستيفانو لو زاد من ساعات تدريبه لترتفع لياقته البدنية، لا أقول هذا من فراغ فلقد سمعت شهادات كل هؤلاء من أفواههم وأعني ما أقوله، موهوب متكامل أرجو منه المزيد، وفرحت عندما شبهوا طريقة لعبه بي، زادني فخرا" ولذلك سعدت جدا عندما أعلن ترشحه لرئاسة النادي الأهلي وبدأت أشعر أنه آن الآوان أن يؤدي أعضاء الجمعية العمومية للأهلي واجبهم هذه المرة بأن يمنحوا ثقتهم لمحمود الخطيب ليزداد الأمل في أن قيم الأهلي التي زرعها صالح سليم سوف تعود!