توافد حجاج بيت الله الحرام منذ ساعات الصباح الأولي إلي مني لرمي جمرة العقبة الكبري في أول أيام عيد الأضحي وذلك بعد ادائهم الركن الاعظم من مناسك الحج بالوقوف علي صعيد عرفات. وينفر الحجاج في أول أيام عيد الأضحي (يوم النحر) من مزدلفة إلي مني لرمي جمرة العقبة بسبع حصوات ثم ينحروا الهدي ويحلقوا رؤوسهم ويطوفوا، ويستمر أداء شعيرة رمي الجمرات باتباع نظام التفويج الذي بدأت السلطات السعودية تنفيذه قبل عامين بهدف التحكم في أعداد الحجاج علي جسر الجمرات وفق جدول منظم تفاديا لعمليات الزحام التي تسببت في وفاة المئات من ضيوف الرحمن قبل عامين. يوم النحر وبعد الانتهاء من أعمال يوم النحر يعود الحجاج إلي مني ليقضوا فيها بقية يوم العيد ويبيتوا فيها، وفي أيام التشريق الثلاثة يستمرون في رمي الجمار الثلاث (العقبة الصغري والوسطي والكبري). ووقف أكثر من مليوني حاج امس علي جبل عرفات يرددون لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك لبيك.. بقلوب عامرة بالإيمان وبنفوس تطهرت من الذنوب والآثام.. ادوا الركن الأعظم بعرفات الله، طلبوا الرحمة والغفران من الرحمن الرحيم، رفعوا أيديهم في بكاء وخشوع في أطهر موضع علي الأرض وهو جبل عرفات، في يوم يباهي به الله تعالي ملائكته بأهل عرفة، فهو خير يوم طلعت فيه الشمس.. وضيوف الرحمن علي صعيد الجبل الطاهر في هذا اليوم المبارك، ذكروا الله مهللين ومكبرين، أكثروا من دعاء النبي صلي الله عليه وسلم عندما قال »خير الدعاء دعاء يوم عرفة.. وخير ماقلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لاشريك له، له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير». وقضي ضيوف الرحمن يومهم حتي غروب الشمس ثم استقلوا حافلاتهم إلي المزدلفة »المشعر الحرام»، لذكر الله وتأسيا بسنة الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم، ومصداقا لقوله تعالي »»فاذا أفضتم من عرفات فأذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم»، ثم صلي ضيوف الرحمن المغرب والعشاء جمع تأخير قصراً، وقضوا جزءا من الليل، ثم جمعوا الحصوات لرمي الجمرات» الكبري والوسطي والصغري»، في مني. وقاموا في أول يوم النحر برمي جمرة العقبة الكبري وهي 7 حصيات ، وتأسيا بسنة الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم، ، مبتدئين ومستقبلين القبلة »اللهم تصديقا بكتابك واتباعا لسنة نبيك سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم.الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا لا إله إلا الله، وحده لاشريك له اللهم اجعله حجا مبرورا وسعيا مشكورا»، وقام عدد من الحجاج بالحلق والتقصير، ثم الذبح، ثم خلعوا ملابس الإحرام ويكونون قد وصلوا إلي »التحلل الأصغر »وهو التحلل من كل محظورات الحج ماعدا النساء ومنها التطيب ولبس المخيط والأخذ من الشعر وتقليم الأظافر وصيد البر وغيرها، وتوجه عدد منهم إلي بيت الله الحرام حيث أدوا طواف الإفاضة. العودة لمكة وفي ختام المناسك، يعود الحجاج مرة أخري إلي مكةالمكرمة لأداء طواف الوداع استعداداً لمغادرة المشاعر. واكتظت الشوارع والطرقات المؤدية من مزدلفة إلي مني بمئات الآلاف من الحجاج المتوجهين إليها مشياً أو علي متن حافلات وألسنتهم لا تنفك من ترديد التلبية »لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك لبيك». وكانت منطقة الجمرات تشهد في السابق ازدحامات مرورية خانقة وحوادث مميتة إلا أن بناء جسر الجمرات الضخم والمكون من خمسة مستويات والذي افتتح الموسم الماضي حال دون تكرار هذه الحوادث. ويسلك الحاج طريقه علي هذه الجسور ليرمي سبع حصوات صغيرة (الجمرات) علي جدار يرمز إلي الشيطان، ويعود ادراجه من طريق مختلفة وهو ما ادي إلي سلاسة في الرمي. ويستوعب كل جسر 120 ألف حاج في الساعة وقد زودت هذه الجسور بعشرات السلالم الكهربائية والمصاعد لذوي الاحتياجات الخاصة. ويتم رجم الجمرات الثلاث الكبري والوسطي والصغري للمتعجل علي مدي يومي الاثنين والثلاثاء ولغير المتعجل علي مدي أيام التشريق الثلاثة حتي الأربعاء. ويقوم الحجاج بأداء طواف الافاضة حول الكعبة قبل أو بعد رمي الجمرات. كما يقوم الرجال بعد النزول من عرفات بحلق شعرهم للتحلل وبخلع لباس الاحرام الأبيض. بعثة الحج من جانبه أكد اللواء عمرو لطفي الرئيس التنفيذي لبعثة الحج المصرية أن جميع الحجاج المصريين بخير، وأن خطة التصعيد إلي عرفات الله ثم النفرة إلي المزدلفة وحتي الوصول إلي مني نجحت مثلما تم الإعداد لها بالتنسيق مع البعثات الثلاث »القرعة والسياحة والجمعيات »وتحت إشراف المهندس مصطفي مدبولي وزير الإسكان ورئيس بعثة الحج المصرية، مؤكدا علي أنه تم تصعيد 31 حالة مرضيه من خلال سيارات مجهزه إلي جبل عرفات حيث أدوا النسك الأعظم في سيارات إسعاف مجهزة لهم، مشيراً إلي أن هناك بعض الحالات التي تعرضت لضربات الشمس وتم إسعافها وان حالات الوفاة ارتفعت إلي 14 حاله مؤكدا علي أن البعثة الطبية المصرية قامت بجهود فائقة ولاتزال مع ضيوف الرحمن وقال اللواء زكريا الغمري رئيس بعثة حج القرعه أن الأمور تسير بشكل طبيعي، ولم تحدث أي عقبات سوي الزحام الطبيعي أثناء نقل ضيوف الرحمن خلال المشاعر المقدسة، من عرفات إلي المزدلفة حتي استقروا في مني للمبيت بها واكد أن المخيمات بها كل الإمكانات والتجهيزات من »تكييفات »وعصائر ومياه، ووجبات ساخنة، بالإضافة إلي غرف العمليات التي تتلقي أي شكوي من الحجاج قد تحدث لهم أثناء وجودهم في المشاعر المقدسة مؤكدا علي أن الجميع في خدمة ضيوف الرحمن حتي عودتهم سالمين غانمين إلي أرض الوطن الحالة الصحية وأكد وزير الصحة السعودي د. توفيق بن فوزان الربيعة أن الحالة الصحية للحجاج جيدة، ولا توجد بينهم حالات وبائية حتي الآن.. وأشار إلي أن الوزارة تركز في مقدمة أولوياتها علي النواحي الوقائية للحجاج، حيث تتابع المستجدات والمتغيرات التي تطرأ علي الوضع الصحي عالميا بالتعاون والتنسيق مع منظمة الصحة العالمية والهيئات الصحية الدولية. وقال الربيعة: »بحمد الله سبحانه وتعالي إلي الآن لم يتم اكتشاف أي حالة وبائية تدعوا للقلق، وكل الحالات التي يتم التعامل معها هي حالات بسيطة وعادية». وأوضح الربيعة أن وزارة الصحة اتخذت مجمل الإجراءات، حيث قامت منذ وقت مبكر باتخاذ إجراءات وقائية واحترازية للحفاظ علي صحة وسلامة ضيوف الرحمن، مضيفاً أن المستشفيات والمراكز الصحية جاهزة تقدم خدماتها للحجاج سواء في المشاعر المقدسة أو في مكةالمكرمة. الخدمات النوعية وأوضحت وزارة الصحة أن مستشفياتها في مكةالمكرمة والمدينة المنورة واصلت تقديم الخدمات التخصصية النوعية لضيوف الرحمن خلال موسم الحج هذا العام، حيث تم إجراء عدد 380 قسطرة قلبية وعدد 21 عمليات قلب مفتوح وذلك منذ بداية شهر ذو القعدة وحتي السادس من ذي الحجة، وأضافت أنه تم أيضاً إجراء عدد (1405) غسيل دم (كلوي) وعدد (80) منظارا وكذلك إجراء عدد (482) عملية جراحية وذلك خلال نفس الفترة. وأشارت إلي أن إجمالي عدد الزيارات لأقسام الطوارئ بمستشفيات مكةالمكرمة والمدينة المنورة من الحجاج بلغ 19775 زيارة، وبلغ عدد المراجعين للعيادات 29338 وعدد المراجعين للمراكز بلغ 197641 مراجع، فيما بلغ عدد حالات الدخول 2093 حالة، فيما سجلت 32 حالة للإجهاد الحراري، وحالة واحدة لضربات الشمس.