تعد مشكلة التعدي علي الأراضي الزراعية بالقليوبية من أخطر وأهم المشاكل التي تواجهه المحافظة.. فبرغم من الجهود المبذولة في إزالة هذه التعديات إلا أنه لا يزال بعض المخالفين يقومون بالتعدي بالبناء علي الأراضي الزراعية ضاربين بالقانون عرض الحائط. و أكد اللواء محمود عشماوي محافظ الإقليم أن هذا الملف من أهم الملفات التي يعمل فيها وشدد بأن المواجهة مستمرة ضد هؤلاء المخالفين مع توقيع الغرامات المالية عليه وأوضح ان هذه المشكلة تعتبر أمنا قوميا حيث ان البناء يلتهم الرقعة الزراعية واضاف أنه توجد خطة لإزالة التعديات القديمة والحديثة ويتم تنفيذها بالتعاون مع الأجهزة الأمنية. من جانبه أكد المهندس محمد كامل نصار وكيل وزارة الزراعة بالقليوبية أن حالات التعدي علي الأراضي الزراعية بلغت منذ ثورة يناير وحتي الآن 164 ألف حالة علي مساحة 6175 فدانا وتعتبر القليوبية في مقدمة المحافظات التي تعاني من هذه المشكلة. وأضاف انه تم إزالة 43 ألف حالة علي مساحة 1755 فدانا مشيراً بأن التعديات بدأت تقل ولكن بمعدل طفيف ويتم حاليا الإزالات الفورية للتعديات الجديدة كما يتم إزالة جزء من التعديات القديمة موضحا ان اكثر التعديات موجودة في مركز طوخ حيث شهدت قري المركز 45 ألف حالة تعد ويأتي بعده مركز بنها 33 ألف حالة تعد ثم قليوب 23500 وشبين القناطر22 ألف حالة وفي مركز القناطر الخيرية 22 ألف حالة وكفر شكر 11500 حالة وشهد مركز طوخ أكبر حالات الإزالة حيث تم إزالة 13 ألف حالة ثم في مركز الخانكة 5500 حالة.. وفي جولتنا علي الأراضي الزراعية المتعدي عليها بالقليوبية والتي استمرت 3 ساعات اتضحت خيوط المأساة حيث ان الكتل الخرسانية اصبحت تنافس الكتل الزراعية، المشهد مأساوي في مدينة قليوب بمحازاة الطريق الزراعي، فالتعديات هناك علي مرأي ومسمع من القاصي والداني، فقبل 100 متر من مزلقان قرية قلما يظهر أحد التعديات جلية متمثلة في منزل يتوسط الأرض الزراعية يتكون من دور واحد وبه أساسات للدور الثاني بجواره يوجد تعد آخر متمثل في مبني بالطوب الأحمر يتكون من عدة طوابق. امضينا في طريقنا بالمحافظة وتحديداً علي الطريق الزراعي لتقع اعيننا علي تعد آخر في مدينة قها حيث مبان تتوسط الزراعات بالطوب الأبيض وقام أصحابها بحيلة وضع قش القمح علي المباني لاخفائها عن الأعين المفاجأة ان التعديات لا تقتصر فقط علي المباني والكتل الخرسانية بل امتدت لتشمل ورش الحديد وإصلاح السيارات علي طريق مصر إسكندرية الزراعي وهذا ما اكتشفناه علي الطريق. انتقلنا بعد ذلك إلي مدينة طوخ لنشاهد نوعا آخر من التعديات علي الارض الزراعية متمثلة في ملاعب كرة وتحديدا في قرية كفر الحصة حيث قام احد المخالفين باستقطاع جزء من ارض زراعية وانشأ ملعبا لكرة القدم، وقام المخالف أيضا بسرقة تيار كهربائي لتشغيل الملعب ليلا نوع آخر من المخالفات تمثل أيضا في انشاء بارك للسيارات يطل مباشرة علي طريق مصر إسكندرية الزراعي الكارثة كانت في مدينة بنها وتحديدا علي ضفاف نهر النيل فرع دمياط، فبالأمس كانت هذه الضفاف عبارة عن اراض زراعية من أخصب أنواع الاراضي وكانت ايضا اراضي تنتج ثمار الفاكهة، اليوم اصبح المشهد مختلفا تماما ، فالمساحات الزراعية الخضراء اختفت تماما وحل محلها عمارات وعقارات شاهقة تطل علي كورنيش النيل مباشرة ووصل الأمر ان عدد الأدوار في العمارة الواحدة تعدي ال 10 ادوار. تعد آخر علي الأرض الزراعية شاهدناه في مدينة بنها وتمثل في صورة مزرعة للدواجن حيث استقطع المخالف جزءا من أرض زراعية وقام بإنشاء مزرعة للدواجن من عدة طوابق.