في أكثر من حديث صحفي ومن حديث تليفزيوني وحديث إذاعي تحدثت عن ذيول النظام والمنتفعين بالفساد.. كتبت عن الذين كانوا الصف الثاني ويتقاضون الملايين وعن الصف الثالث الذي كان يتعايش ويحصل علي الأراضي والمصايف من خلال علاقاته ومن خلال خدماته في الحزب!! ناهيك عن ثمانين ألف بلطجي يعيشون في بيوتهم رهن الإشارة سواء من أمن الدولة السابق أو من فلول وأجهزة الحزب الوطني. هولاء البلطجية حسب رواية أحدهم وهو يغري آخرين في نهاية العام الماضي بالانضمام بأنه سوف يأخذ شهرياً ألفي جنيه!! ليكون جاهزاً في أي وقت لتلقي الأوامر.. انتخابات.. موكب للرئيس.. ضرب كنائس »هكذا والله العظيم لا أكذب«.. هؤلاء وغيرهم هل يسكتون وقد انقطع الرزق الوفير؟ وهل ليس هناك خيط بين هؤلاء وجمهورية طره؟.. لا يذهب بكم الخيال أن القوة التي اندفعت من ميدان التحرير وأسقطت الرؤوس سوف يتركها أصحاب المصالح والذين ضربوا في مقتل.. لقد كان هؤلاء البلطجية يذهبون إلي العمرة مكافأة لهم علي نجاح الخطة التي استطاعوا أن يشاركوا فيها!!! عمرة لشكر الله علي نجاح الانتخابات أو علي نجاح زيارة الرئيس لأي مكان!! وما كتبه الزميل الكاتب الواعي الوطني حتي النخاع بلال فضل.. صحيح مائة بالمائة ولديه وثيقة بذلك وبأن مخطط التخريب لا ينقطع. قلت لولدنا محمود القيعي في الأهرام الاليكتروني منذ أسبوع إن المنتفعين بالفساد والذين أكلوا فلوسه لن يسكتوا وأن الخيط مازال موصولاً بينهم وبين آلهتهم وأن الذين يقومون الآن بتأييد مبارك خرجوا وفي أيديهم ضمانات مالية وإلا أين كانوا في أيام الثورة الأولي وقبل موقعة الجمل؟ لأن آلهتهم يعتبرون الموقف حق ثورة واعتقدوا »أنهم عيال بيتشاكلوا« وأين كان شباب الحزب الوطني؟ لماذا لم يخرج من أول يوم إلي ميدان التحرير للدفاع عن رئيسه؟ الذي كان يضرب في الصميم وعن النظام الذي استشهد في سبيل إسقاطه زهور آمنت بهذا الوطن. إن ما حدث في امبابة هو تكملة وإجهاز علي الثورة ولكن علينا أن نتنبه جيداً ونراجع أنفسنا واحداً واحداً وواحدة واحدة، نراجع أنفسنا نحن القلة التي فهمت هذا الشعب وارتماءه في أحضان الدين والمقولات المتداولة »ربنا عاوز كده!!« و»كله بأمر الله« و»احنا بإيدنا إيه؟ كله بيد الله« هذه الطبقة ظهرت جيداً في الاستفتاء علي الدستور وكله قال نعم وقالت لي سيدة تعمل عندي حينما سألتها قلت إيه يا أم محمد؟ قالت بسعادة.. قلت أيوه طبعاً.. قلت نعم أصل الإسلام حلو! فقلت لها والمسيحية وحشة؟ قالت: لأ.. لكن احنا مسلمين!.. وهكذا نحن قصّرنا إعلامياً وتراثياً وجماهيرياً في حق أنفسنا وصلابة بلدنا حينما لا نوصل لهؤلاء الناس روح الأديان والتعامل مع الآخر ذلك الشيء الذي اشتهرت به مصر عبر التاريخ لم نوصل لهم أن الإسلام احتوي كل الأديان.. يدب فينا اليأس بسرعة!! ويغمرنا الفرح بسرعة!! وينسحب عنا الإنجاز بسرعة!! إن الذين تركوا أعمالهم لينخرطوا في مظاهرات فئوية فرحوا بإنجاز ثورة التحرير بسرعة البرق فاعتقدوا أن كل مظاهرة سوف تحقق ذلك مع إننا منذ خمس سنوات كانت تقف المظاهرات في المصانع وعلي سلم نقابة الصحفيين ويقف المناضل الشجاع محمد عبدالقدوس مع كل مظلوم مع إنه إخوان مسلمين!! ولكنه مستنير وأصبح حب الوطن هو سيده. ما حدث في امبابة في منتهي الخطورة في مواجهة وطن يصحو علي الانتصار ونحن لا نفطن إلي أن الهدم أسرع من البناء لأن البناء لابد له من أساس سليم ولابد من تنظيف الأرض قبل وضع الأساس.. الأرض نحن والأساس نحن ومصر مازالت تُحكم من سكان طره ولو إنهم ليسوا متواصلين مادياً ولكن علاقاتهم القديمة تجعل فلولهم تحاول الحفاظ علي مكاسبها من خلال الضرب في إنجازات الثورة.. وكانت أولوياتهم الفتنة الطائفية.. فرق تسد..! انظروا جيداً وادرسوا لما حدث في كنيسة امبابة نفس تدمير كنيسة القديسين في الاسكندرية وذات ما حدث في أطفيح!! تأملوا الخريطة وما حدث في امبابة يختلف تماماً علي الاحتلال الساذج للسلفيين للمسجد.. إن حرق كنيسة يعني حرق مصر وتمزيق مصر.. ولو درسنا خريطة إسرائيل الكبري التي تقسم الدلتا نصفين نصف يصل إلي السلوم باسم مصر القبطية والنصف الثاني يعبر إلي الفيوم ثم خط تحت إلي إسنا وتصبح بينا وبين السودان بلاد النوبة!! وباقي مصر يتواصل مع أحلام إسرائيل الكبري في عبور البحر الأحمر والوصول إلي حدود المدينةالمنورة حيث »يهود خيبر« الذين نقضوا عهد الرسول وقال فيهم »لا عهد مع اليهود«!! ثم يتواصل الخط إلي الفرات آكلاً الكويت والعراق ويضم سوريا ولبنان وفلسطين وباقي مصر.. هذه هي إسرائيل الكبري.. حلم ؟؟؟؟؟. إن ما حدث وبعد المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس تلك المصالحة التي قويت بها فلسطين ولم يعد هناك أمل لإسرائيل لاختراق الصفوف مما يعجل بالفتنة الطائفية وتضيع كل المكاسب لنا وتصبح إسرائيل هي الرابحة!! نضع في الحسبان مناقشة تصدير الغاز لإسرائيل وفكرة تعمير سيناء والالتفاف حول كل ما يربطنا بإسرائيل.. كل هذا عجل بالمشروع الذي لا شك في وجود الشراكة بينهم وبين فلول الخاسرين بالثورة وبين إحساس إسرائيل بوجودها في بؤرة التفكير في مكاسبها وخسائرنا لابد أن نفكر جيداً في مواجهة ما يحدث لعلي لا أجد حرجاً في التوجه للجيش وهو الحارس الأمين لدراسة سريعة وجمع معلومات تفيد وتلمس خطة مواجهة أمنية مع الشرطة يداً بيد لأن هذا الأمر وتلك الأحداث المتلاحقة لن تمر بسلام في وطن يحاول يستعفي ومازال ينزف من أحداث الماضي.. لعل إحساسنا بالمسئولية يجعلنا نشارك إعلامياً وخصوصاً التليفزيون في حصار هذه الكارثة التي تقترب من بناء الوطن وتريد أن تجهز علي إنجازاته.. شيء غيبي يملؤني هو أن مصر سوف تتعافي وليس بالأمل فقط ولكن بالإيمان الذي بداخلنا الذي يتحول إلي عمل لتحقيق الأمل في درء هذا الخطر المحقق.. حمي الله مصر.. بجهدنا جميعاً وبأن نتحول إلي فاعلين وليس متفرجين كما نحن الآن. قبل الطبع الأحداث تتلاحق.. أخرت كتابة مقالي بعد أحداث امبابة وكنت قد كتبت مقالاً عن انتصار أمريكا في معركتها أمام دولة بن لادن الكبري.. دولة عظمي تخلق الإرهاب ثم يصبح هو فزاعتها.. وأراهن علي حرق باراك أوباما وأنه لن ينجح بورقة بن لادن.. تقزم أوباما وتقزمت أمريكا وتقزم التاريخ حينما يحيق بمصر الخطر.. وأمسك القلم لأكتب عن امبابة. بمناسبة أمريكا لعلنا نرفض المليار الذي لن يقيمنا من عثرتنا وإنما سوف يحني ظهورنا للدولة التي أضعفها بن لادن ولم تستطع الوصول إليه إلا بخدعة وفي حجرة نومه.. إنها دولة لا تستحق الاحترام وسوف يظهر لها بن لادن آخر لأنها خلقت دائرة من الحقد في أفغانستان وباكستان والعراق.. ولم تعد قادرة علي حماية نفسها، إلا بنظرية المؤامرة والطعن في الظلام.