رب حلم أو نبوءة ، نصدقها وتستقر في أعماقنا، تدفعنا إلي العمل علي تحقيقها بكافة الطرق، فثورة 25 يناير كانت حلما، وأيضا نبوءة، دفعتنا إلي القيام بها. كذلك بناء مصر بعد الثورة، هو حلم ونبوءة، بل هدف رئيسي للشعب المصري ، إلا أننا انشغلنا عن تحقيق هذا الهدف ببعض التفاهات ، فتارة نتظاهر لزيادة الأجور، وأخري لإقالة رئيس العمل، بل والأدهي من ذلك، يعمل البعض بقصد أو بدون علي إثارة قضايا من شأنها إشعال نار الفتنة،وهو ما ظهر خلال مظاهرات السلفيين المطالبة بعودة كاميليا شحاتة ، ومظاهرات الأقباط الرافضة لعودتها، كذلك أهل قنا الذين تظاهروا لإقالة المحافظ لا لشيء سوي أنه مسيحي. نري قمة التناقض في الشعب المصري، فهذا الشعب الذي قدم أرواحه من أجل إنجاح الثورة ، هو من يقوم بأعمال من شأنها تدمير البلد ، خاصة إذا استمرت حالة التردي الاقتصادي الناتجة عن عدم الاستقرار السياسي من الطبيعي أن يكون لكل ثورة تكلفة اقتصادية، لكن من غير الطبيعي أن يعمل الثوار علي تدمير ثورتهم لتحقيق مصالح فئوية. ويسألونك عن الحل ، قل الحل هو أن نعمل بكامل طاقتنا حتي نستطيع تسيير عجلة الاقتصاد، ووقف كل أنواع المظاهرات ، لخلق حالة من الاستقرار السياسي تشجع المستثمرين علي العودة للاستثمار في مصر، والعمل علي استرداد أموال مصر المنهوبة. ندرك أن كل الثورات تصاحبها حالة من عدم الاستقرار، ومن الممكن استمرارها لسنوات ، إلا الثورة المصرية لها خصوصيتها، فهي كما أبهرت العالم في بدايتها تمنحنا الحق أن نحلم ونتنبأ بأن تستمر كذلك.