ليس كتاباً بالمعني، فلا يوجد مؤلف، ولا توجد دراسة ولا شرح ولا رؤية.. مجرد »ألبوم« هو أقرب إلي اللعبة، فهو يطالبك بالمشاركة، فحتي يكتمل »الألبوم« لابد لك أن تنتهي من لصق كل صور الشخصيات »46 شخصية« فوق التعريف الخاص بها.. هكذا أمضيت ليلة كاملة في تأمل صور »الخونة«، وقراءة المعلومات عنهم، ثم لصق صورهم حتي اكتمل ألبوم »التجار، الخونة، المترجمين، والتجريبيين«! يمكنك أن تندهش.. أنا أيضا اندهشت قبلك مرات ومرات.. فما الذي يريده الكتاب »الألبوم«؟ ما الهدف؟ ما الذي يربط بين »بروتوس، ويهوذا، والمركيز دي ساد«؟ كيف يمكن وضع الجواسيس »بلنت، ماتا هاري، فوكس« إلي جانب المترجمين »شامبليون، القديس جيروم، شابمان« في جملة واحدة عن الخيانة؟ ثم كيف تكون الخيانة وجهة نظر؟! ليس ثمة إجابات حقيقية، ربما الإجابة الوحيدة المقنعة هي أنت، أقصد تلك المساحة المقترحة أمام القارئ للمشاركة في صناعة الكتاب، وفي وضع رؤيته ومفهومه.. الباحثة الإنجليزية »سوزان كورتر« القيمة علي المشروع وصاحبة اقتراحه كموضوع في بينالي الشارقة العاشر.. تري ان فكرة »الخيانة« فكرة لا تقاوم وتلميحاتها متعددة، بدءا من السلوك الخائن لأصحاب السلطة، وصولاً إلي التهم المعلقة علي من يهدد تلك السلطة..!! فكرة سوزان تتجاوز خيانة السلطة وخيانة الخارجين عليها، لتتوقف أمام الفن والترجمة.. فاعتناق موقف جمالي معين أو مقاومة اتباع ايدلوجيا ما قد يشار إليها بأنها خيانة يعبر عنها بأنها جدلية »الإبداع ضد التقليد والاستقلال ضد الالتزام«.. ولأن عبارة »الترجمة خيانة« عبارة قديمة ومستهلكة، يصبح كل ما يخرج من أفواهنا ترجمة تلقائيا، فنحن نترجم تفكيرا أو انطباعا مرئيا.. وما أن نستعمل الترجمة حتي تنساب إليها الخيانة تحريفا أو سوء فهم.. لنكتشف أن مقترفي الخيانة وضحاياها أكثر من أن يحصوا.. لا شيء يمكن الإمساك به وسط هذه الصور والمعلومات المتناثرة الغريبة.. لاشيء سوي المتعة والمغامرة وسط مجموعة من المغامرين.