أعلنت سلطة الاحتلال الاسرائيلي إعادة فتح باحات المسجد الاقصي »تدريجيا بدءا من ظهر اليوم»، وسط ضغوط عربية وعالمية وتحذيرات المنظمات الدولية من تصعيد التوتر في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة. وذكر بيان أصدره بنيامين نتنياهو رئيس وزراء سلطة الاحتلال مساء أمس أن اسرائيل قررت »إعادة فتح باحات الاقصي في شكل تدريجي للمصلين والزوار والسياح».. وكانت اسرائيل قد قررت إغلاق المسجد أمام المصلين علي خلفية الاشتباك الذي وقع صباح الجمعة في باحات المسجد، اسفر عن اسشهاد 3 شبان فلسطينيين، ومقتل 2 من شرطة الاحتلال قرب باب الاسباط بالقدسالمحتلة. ومنذ »الجمعة» كثفت سلطات الاحتلال تواجدها علي أبواب المسجد الأقصي وفي الطرقات المؤدية إليه، ومنعت المصلين من الوصول إليه، كما منعت المحلات التجارية بالقدس من فتح أبوابها وخصوصا في البلدة القديمة وباب العامود وباب الساهرة. وقالت مصادر لوكالة أنباء الشرق الأوسط أن المكان أشبه بمدينة أشباح والشوارع تخلو من المارة، لافتة إلي أن 3 أشخاص من الأوقاف فقط يتواجدون في المسجد الأقصي، كما تم منع مدير المسجد الأقصي الشيخ عمر الكسواني من البقاء في المسجد. وأضافت أن قوات الاحتلال تجري عمليات التفتيش لليوم الثاني علي التوالي ويتم تفتيش مكاتب الأوقاف وكل الغرف تفتيشا دقيقا. في السياق ذاته أعربت منظمة التعاون الإسلامي عن ادانتها بشدة لإغلاق المسجد الأقصي ومنع إقامة صلاة الجمعة فيه لأول مرة منذ عام 1969، معتبرة ذلك جريمة وسابقة خطيرة وعدوانا صارخا علي المقدسات وعلي حقوق الفلسطينيين في ممارسة شعائرهم الدينية. وطالب الأمين العام للمنظمة الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، في بيان له أمس، المجتمع الدولي بتحرك عاجل لردع الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة في القدسالمحتلة ووقف انتهاكات إسرائيل العنصرية وجرائمها بحق الشعب الفلسطيني. كما أدان أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية إغلاق إسرائيل المسجد الأقصي أمام المصلين مشيرًا إلي أن مثل هذا السلوك من شأنه إذكاء التطرف وتصعيد التوتر في الأراضي المحتلة. وصرح المتحدث الرسمي باسم ابو الغيط بأن الامين العام حرص علي أن يؤكد علي كون الأماكن المقدسة تنطوي علي حساسية كبيرة ويتعين ألا يتم التعامل معها بمثل هذه الرعونة. وأضاف أن الأمين العام أكد أيضًا أن الاوضاع الحالية في الأراضي المحتلة غير قابلة للاستمرار وأنه لا بديل عن انخراط الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في عملية تفاوض جادة من أجل إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وأرسل البرلمان العربي برقيتين عاجلتين لأمين عام الأممالمتحدة أنطونيو جورتيرس ورئيس الاتحاد البرلماني الدولي صابر شودري. وطالبهما باتخاذ إجراءات فورية ضد جرائم وانتهاكات إسرائيل اليومية في حق الشعب الفلسطيني. وحذر مشعل بن فهم السلمي رئيس البرلمان العربي من المخططات الاسرائيلية بتطبيق سياسة التقسيم المكاني والزماني وتقويض عملية السلام. وحذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريس من تصاعد العنف عقب الاحداث الأخيرة وطالب الجميع بضبط النفس و»التصرف بمسئولية لتفادي التصعيد». واكد سفير فلسطين بالقاهرة جمال الشوبكي ومندوبها الدائم لدي الجامعة العربية ل »الاخبار» ان اسرائيل تسعي دائما إلي جر المنطقة لحرب دينية وخاصة المتطرفين الذين يسيطرون علي حكومة المستوطنين مضيفا ان تل أبيب تسعي لتهويد الاقصي وانها تحاول استغلال الحادث لتنفيذ احتلال ثاني للمسجد المبارك.. وانتقدت حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني الاجراءات التي فرضها الاحتلال الاسرائيلي علي المسجد الأقصي وعلي مدينة القدس بشكل عام. وطالب المتحدث بإسم الحكومة بوقف تلك الإجراءات الجائرة والتعسفية فورا وفتح المسجد الأقصي وعدم المساس بقدسيته. ودعا المجتمع الدولي وكافة المنظمات الدولية والحكومات العربية والإسلامية التحرك العاجل والعمل علي كافة المستويات من اجل وقف إجراءات الاحتلال. ودعت الحكومة الأردنية إسرائيل إلي إعادة فتح أبواب المسجد الأقصي أمام المصلين »فورا» وفتح تحقيق »فوري وشامل» في الأحداث التي وقعت في القدسالشرقية. وقال وزير الدولة الأردني لشئون الإعلام محمد المومني إن » علي اسرائيل عدم اتخاذ أية اجراءات من شأنها تغيير الوضع التاريخي القائم في القدس والمسجد الاقصي». ودان المومني »التصعيد الذي شهده المسجد الأقصي» مشيرا إلي »موقف الاردن المبدئي بإدانة العنف».