اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلى صباح أمس المسجد الأقصى المبارك، بمشاركة مسئولين إسرائيليين ومستوطنين يهود، كما حطمت بوابات الجامع القبلى التاريخية، خلال اقتحام وحشى للمسجد، واعتدت على المعتكفين، وأطلقت القنابل الصوتية الحارقة والغازية السامة المسيلة للدموع والأعيرة مطاطية. واقتحم المستوطنون الإسرائيليون المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة، بحراسات معززة من عناصر الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال الإسرائيلي، بعدما نجح عدد من الفلسطينيين الليلة قبل الماضية فى الاعتكاف فى رحاب المسجد الأقصى، وحاولت شرطة الاحتلال الإسرائيلى إخراجهم من الأقصى ليلا لكنها فشلت فى ذلك وهددت باعتقالهم. فى السياق ذاته، واصلت قوات الاحتلال المتمركزة على بوابات الأقصى الرئيسية الخارجية منع النساء والطالبات والشبان من الدخول إلى المسجد المبارك، فى الوقت الذى انتظمت فيه بعض النساء فى اعتصام أمام «باب السلسلة»، أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك، مرددين هتافات التكبير. وعقب ذلك بعدة ساعات انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلى من المسجد الأقصى بعد أن خلفت دمارا كبيرا فى المصلى القبلي، وأدت إلى إصابات عديدة بين صفوف المصلين بعد أن أطلقت عليهم وابلا من قنابل الصوت والغاز والرصاص المطاطي. وفور انسحاب قوات الاحتلال على وقع تكبيرات المصلين وهتافاتهم، قام المصلون بإزالة الأقفال التى وضعتها قوات الاحتلال على أبواب المصلى وعاينوا الدمار الذى خلفته داخله، حيث اعتلت فرقة قناصة إسرائيلية سطح المصلى القبلى، وقامت بتحطيم نوافذه وإطلاق قنابل الصوت والغاز والرصاص المطاطى على المعتكفين بداخله. كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلى طفلاً من قرية الطور فى القدسالمحتلة أثناء وجوده فى مركز القرية، قبل أن تقتاده إلى مركز شرطة «البريد بالمدينة. ومن جانبها، أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية من تصعيد متواصل ضد القدس ومقدساتها يمثل تماديا فى العدوان الإسرائيلى الرسمى ضد الشعب الفلسطينى الأعزل الذى يرزح تحت الاحتلال، ويفرض مسئولية قانونية وأخلاقية كبرى على الدول الموقعة على اتفاقيات جنيف. وشددت على أن الدول الموقعة على هذه الاتفاقية، تتحمل المسئولية فى إلزام إسرائيل كقوة قائمة بالاحتلال لضمان احترام وتنفيذ هذه الاتفاقيات، ويتطلب تدخلا دوليا عاجلا من أجل فرض احترام هذه الاتفاقيات على دولة الاحتلال، ومحاسبتها على انتهاكاتها وفقا للقانون الدولي. وأكدت الخارجية الفلسطينية أن ما تقوم به إسرائيل كحكومة أو وزراء، أو مسئولين، سواء على مستوى التصريحات العنصرية والتحريضية، أو الإجراءات الميدانية القمعية، تخرج جميعها عن إطار حدود وصلاحيات إسرائيل، الدولة القائمة بالاحتلال فى فلسطين، وذلك حسب اتفاقيات جنيف. وأدانت الخارجية بشدة عربدة الحكومة الإسرائيلية ورئيس وزرائها بنيامين نيتانياهو وأجهزتها المختلفة فى القدسالمحتلة، وبشكل خاص فى الحرم القدسى الشريف، حيث يتسابق أركان الحكومة الإسرائيلية المتطرفة فى إطلاق سلسلة من التصريحات واتخاذ إجراءات قمعية وعدوانية غير المسبوقة ضد المسجد الأقصى المبارك والمدافعين عنه والمرابطين فيه. وقال عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح) عزام الأحمد، إن الشعب الفلسطينى سيدافع عن المسجد الأقصى وعروبته وسيفشل مخططات حكومة الاحتلال بتوحده وإنهاء الانقسام. وفى القاهرة، أجرى الدكتور نبيل العربى الامين العام لجامعة الدول العربية اتصالا هاتفيا مع بان كى مون سكرتير عام الاممالمتحدة، لتأكيد رفض الجامعة للاقتحام الوحشى الذى قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلى لباحات المسجد الأقصى، والاعتداء على المُصلّين بداخله، وأنه لابد من اتخاذ موقف فاعل ومؤثر من جانب المجتمع الدولى لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية. وشدد الامين العام على ضرورة اضطلاع مجلس الأمن الدولى بمسئولياته إزاء حفظ السلم والأمن الدوليين، وبما يكفل تنفيذ قراراته ذات الصلة.