»لو الرغيف المصري البلدي اتشال من علي الأرض .. هاعرف أن ثورة 25 يناير نجحت .. وأنها غيرت وجه مصر الحضاري وإن الإنسان المصري عاد لاحترام ذاته ونعمته وأمنه الاقتصادي والغذائي .. وأننا بدأنا في استيعاب قيمة الترشيد للاستهلاك وتحرير كرامة الشعب من استعمار محتكري محصول القمح العالمي وتهديداتهم لحرية لقمة عيشنا.. لو الرغيف المصري البلدي اتشال من علي الأرض .. وتم منع غشه ووقف خلطه بمكونات السرطنة من قبل المستوردين الفاسدين ، ولو تم عرضه للبيع بأساليب نظيفة مش علي وش قفص ملوث بمذاق المرض والموت .. وتم وصوله لكل مستهلك بطريقة آدمية ، أو وصول المستهلك إليه بطريقة إنسانية حقوقيه .. هاعرف أن الثورة أعلنت مبادئ انتصارنا وانتصارها لصحتنا وصحة أولادنا التي دمرت بفعل فاعل معروف وليس مجهولا وبفعل لقمة الموت! لو الرغيف المصري البلدي اتوحد سعره .. واتساوي شكله ووزنه وطعمه .. ولو وصل كل المحافظات ، وكفّي وزاد واختفت طوابيره ، والقتال من أجله من بعد الفجر في الأحياء الشعبيه ، وحصل كل مواطن مصري عليه بسهولة ومن غير مايحمل همه .. هاعرف أن الثورة خلت كل ولاد بلدنا الغلابه يناموا مرتاحين البال، وأن العدل والعدالة في مصر اتحققت بين كل الناس! لو الرغيف المصري البلدي أصبح كريم العنصرين .. مزهوا بذاته .. منتفخة أوداجه واستعاد شكله ولونه وطعمه الطبيعي ، هاعرف أن الثورة أخيرا استعادت لرغيفنا البلدي المصري مكانته الوطنية والعربية والعالمية فلم اشاهد في حياتي حتي الآن رغيفا " مفضوحا " أكثر من رغيفنا المسكين مقارنة بأي رغيف عيش في العالم! لو أن الرغيف المصري البلدي أُحسن التعامل معه ، والحفاظ عليه ، وحمايته من مصير الإلقاء به في صناديق القمامة نتيجة لسوء استهلاكه .. هاعرف أن الثورة علّمت كل مواطن منا أن يغير سلوكه وأن يحمي كرامته من الإنحناء للشعوب الأخري المتفضلة وأمام المعونات الأجنبية المتغطرسة .. والتهديدات الدوليه المتحفزة! لو قمح الرغيف المصري البلدي المدعوم تم وقف سرقته ( علي الرغم من أنه قد لايكون أصلا صالحا للغذاء الآدمي ) ووقف تسريبه ليلا من حصة المخابز التي يسرقها بعض أصحاب المخابز اللصوص بعيدا عن عيون المراقبة كي لايصل لفم الغلابه ، بل كي يصل لمن يلتهمونه مسروقا بالشوكة والسكينة نهارا جهارا بطعم الضمير الغائب.. هاعرف أن الثورة ضربت علي أيدي الفاسدين وقطعتها! ولو قمح الرغيف المصري البلدي كان يحمل بين سنابله جملة وطنية كتبت بماء الذهب عنوانها " زُرع في مصر" بيد الفلاح المصري الممتدة للإنتاج الحلال ، لا تم جلبه بيد عصابات النظام السابق المغموسة بالعمولات الحرام.. هاعرف أن الثورة ساندت أحلام لقمة عيش مصر! لو كل ده حصل .. ولو ابتدينا بخطوة واحدة في مشوار ال1000 ميل ، لو خلينا الرغيف المصري البلدي نموذج نجاح أولي للتعبير عن رغبتنا وإرادتنا ومشاركتنا كمصريين ، بدءا من أصغر طفل لأهم مرشح في الرئاسة هاعرف أن الثورة نجحت في تحرير عيشنا وعيشتنا ،وفي اختيار وزرائنا للصحة والتجارة والتضامن الاجتماعي وغيرهم ، وعلمتنا أن نزرع قيمنا سلوكيا ، وأن نحصد وننتج كرامتنا محليا« ! مسك الكلام .. رفع قدر رغيف عيشنا المصري البلدي من علي الأرض .. سيرفع قدرنا وقاماتنا إلي قمة الأرض!