»فريسكا»..»نظارة ياهانم».. »صورة يابيه».. نداءات لن تسمعها سوي في إجازة المصيف، فبينما تستمتع بمياه البحر أو الجلوس تحت الشمسية، هناك من يجوب الشواطيء حاملا بضاعته ذهابا وإيابا بدءا من شروق الشمس حتي المغيب بحثا عن »لقمة العيش». »أحمد»، و»عبده» و»عنتر» وغيرهم الكثير قد تلامس مياه البحر أرجلهم أثناء التجول علي شاطيء »البوريفاج» في الإسكندرية، إلا أن البحر ليس هدفهم الأساسي فهو وسيلتهم لكسب الرزق لمدة 3 شهور فقط قبل انقضاء إجازة الصيف والعودة مرة أخري إلي الصعيد. حاملا كاميرته في حالة تأهب دائما للضغط علي زر الالتقاط ليسجل ذكريات »المصيف» للزبائن علي شط البحر.. هكذا يقضي »علي عنتر»، مصور شاطيء »نيو بوريفاج» يومه منذ الساعة الثامنة صباحا، مستخدما مجموعة من الألعاب »الفايبر» لجذب الأطفال لإلتقاط الصور. وعن مهنته التي قضي فيها 25 سنة، يقول »عنتر»:» زمان كان الزبون بيتخانق علينا دلوقتي إحنا بنتحايل علي الزبون علشان ناكل عيش.. كل زبون بقي معاه موبايل وكاميرا ديجيتال». وأضاف مصور شاطيء البوريفاج: »الصيف دا رزقنا.. والموسم ده الناس تعبانة من ارتفاع الأسعار والزبون عايز يوفر بأي طريقة.. بس الحمد لله بترزق». أما أحمد رجب، بائع النظارات، فقال إنه يأتي كل عام للعمل طوال شهور الصيف فقط في بيع النظارات قبل أن يعود مرة أخري لسوهاج لاستكمال دراسته، قائلا:» برجع بعد الصيف لمدرستي.. وفي إجازة نصف العام بروح أبيع نظارات للسياح في الأقصر». ويضيف »أحمد» الطالب بالصف الثاني الثانوي، أن أكثر زبائنه من الشباب وبعضهم باتوا يعرفونه جيدا وينتظرونه علي الشاطيء كل عام، مشيرا إلي أنه يبيع النظارات بأسعار تتراوح بين 20 إلي 80 جنيها. وبجوار أحد الشماسي، عرض عم »عبده جمبري» بضاعته من أسماك »الكبوريا» و»الجمبري» للمصطافين، قبل أن يعاود الحديث معنا، قائلا:» معظم زبائني انتقيهم من العائلات وليس الشباب.. لازم يكون عندي نظرة في الزبون اللي ممكن يشتري». ويضيف »عبده جمبري»:» الرزق ده بتاع ربنا وكل ما كان الشط زحمة ربنا بيرزقنا أكتر»، مشيرا إلي أنه يبيع الكابوريا بسعر 80 جنيها للكيلو والجمبري ب 150 جنيها. أما أحمد كمال»27 سنة»، فأوضح أنه يبدأ يومه علي الشاطيء لبيع الفريسكا يوميا من الساعة 9 صباحا وحتي العاشرة مساء حاملا صندوقه، لافتا إلي أن سعر الفريسكا الواحدة ارتفع إلي 3 جنيهات هذا العام إلا أن الزبائن مازالوا حريصين علي الشراء.