تشهد الساحة الاوروبية تحركات دبلوماسية مكثفة حول الازمة الليبية بينما يستعد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو لتقديم نتائج تحقيقاته عن جرائم ضد الإنسانية ارتكبت في ليبيا الي مجلس الامن الدولي. وكشفت قناة العربية امس عن فحوي التقرير الذي سيقدمه اوكامبو حيث يؤكد من خلاله أنه سيقدم خلال الأسابيع القليلة القادمة إلي المحكمة التمهيدية الطلب الأول في سلسة طلبات متلاحقة لإصدار مذكرات اعتقال بحق خمسة أشخاص يتحملون القسط الأكبر من مسئولية ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية علي الأراضي الليبية منذ الخامس عشر من فبراير الماضي. ويتحدث التقرير عن اكتشاف التحقيقات لنوعين من الجرائم المرتكبة في ليبيا من قبل حكومة القذافي وعن فشل النظام في إجراء تحقيقات وطنية ذات مصداقية. وسيكشف التقرير النقاب أيضاً عن أن المدعي العام طلب المساعدة من 3 دول ومن 4 منظمات وتلقي المعونة الكاملة منها في تحقيقاته. وغالباً لن يتم الإعلان عن أي أسماء لمتهمين ليبيين في التقرير، إلا أن مصادر موثوقة أكدت أن العقيد معمر القذافي وابنه سيف الإسلام سيرد اسميهما في أول مذكرة اعتقال تصدرها المحكمة التمهيدية. وكان اوكامبو قد اعلن امس الاول أن المحكمة لديها "ادلة دامغة" علي أن جرائم ضد الانسانية قد ارتكبت في ليبيا وأعلن عن فتح تحقيق حول ذلك يستهدف خصوصا القذافي وثلاثة من ابنائه. ويطال التحقيق ايضا اربعة مسئولين كبار آخرين من بينهم وزير الخارجية موسي كوسا ورئيس الوزراء السابق ابو زيد دورده. وأشار اوكامبو ايضا إلي أنه يملك ادلة علي استخدام قنابل انشطارية ضد المدنيين. أما بالنسبة للمتمردين، فقد أشار اوكامبو إلي أنه يملك معلومات جدية تتعلق باعتداءات استهدفت في بنغازي افارقة يشتبه بانهم مرتزقة لحساب نظام القذافي. ومن جهة اخري يصوت البرلمان الايطالي خلال ساعات علي قرار يضع حداً زمنياً لمشاركة القوات الايطالية في الجهود العسكرية لتطبيق القرار الدولي الخاص بحماية المدنيين في ليبيا. ويأتي هذا التصويت عشية اجتماع مجموعة الاتصال الذي ستستضيفه العاصمة روما بهدف التوصل إلي حل سياسي للنزاع القائم والذي يشهد مأزقاً في مستوي الوضع العسكري ومخاوف من تدهور الوضع الإنساني. وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ان محادثات روما ستركز علي ضمان تمويل المعارضة الليبية وتسهيل الاتصالات مع المنشقين عن حكومة القذافي. واشار جوبيه الي ان هدف التدخل العسكري الدولي في ليبيا ليس قتل القذافي بل اضعاف آلة القمع التي يستخدمها لوقف غارات حلف الاطلنطي في اقرب وقت. كما تبدأ خلال ساعات اجتماعات اللجنة العسكرية لحلف الأطلنطي علي مستوي رؤساء الأركان والتي تستمر يومين لبحث العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك وخصوصا الأزمة الليبية. كما سيعقد وزراء خارجية الحلف اليوم اجتماعاً لهم في برلين وسط تزايد الخلافات بشأن سير التدخل العسكري في ليبيا فيما تطالب فرنسا وبريطانيا بمشاركة عدد أكبر من دول الحلف بعمليات قصف قوات القذافي.