»سن السكاكين» من الحرف الصعبة والخشنة التي لا يقدر عليها سوي ذوي الجلد والقوة، ورغم أهمية وعراقة وقدم المهنة فإنها تواجه الانقراض بسبب متاعبها الصحية وقلة العائد المادي الذي تدره وهجرة معظم العاملين إلي مهن وحرف أخري وهو ماجعل العاملين بهذه المهنة لا يتعدون اصابع اليد ببني سويف ومن اشهرهم احمد محمد عوض 83 سنة والذي يعتبر احد مشايخ هذه المهنة بالمحافظة والذي ورث المهنة عن ابيه وافني فيها عقودا من الزمن. منذ ان كان عمري 10 سنوات وانا اقف مع والدي في المحل لأتعلم الصنعة واسن السكاكين عاصرت التعامل بالمليم وحتي وصلت الاجرة الي عدة جنيهات» بهذه الكلمات البسيطة بدأ عم احمد حديثه والذي رغم تقدم عمره رفض الاستسلام للشيخوخة أو مد يده ليذهب فجر كل يوم ، إلي محله المتواضع بشارع سعد زغلول بمدينة بني سويف ساعيا وراء لقمة العيش من أجل أن يوفر لنفسه ولزوجته نفقات المعيشة، خاصة أنه ليس لديه أي نوع من المعاش من التضامن الاجتماعي ولا يحظي برعاية صحية من أي جهة. واضاف: مهنتنا صعبة وتحتاج الي تركيز ودقة وحذر في التعامل مع الآلات الحادة الا انه رغم كل الآلام التي نتحملها فان الالم الاكبر هو قرب اندثار المهنة وتضاءل الطلب من الناس في البيوت لتشبع السوق بالسكاكين الصينية الرخيصة. الا انني ساظل اعمل بها حتي انزل قبري لانها مهنتي التي لا اعرف غيرها ومنها انفق علي اسرتي. وعن الفئة التي تقبل علي سَنّ السكاكين، قال: »أكثر الفئات المقبلة علي السَنّ هم الجزارون، وباستمرار، لأنهم يحتاجونها دائما وانتقد عم أحمد ، ما وصفة بتراخي الشباب حاليا وقيام الشباب بالاتجاه إلي إدمان الحبوب المخدرة ومخدر الحشيش والبانجو، مؤكدا أن ما يحدث حاليا للشباب كارثة يجب التصدي لها، وكثيرا ما أسمع وأري أمامي شبابا تحت تأثير المخدرات يطعنون بعضهم البعض ويضربون بعضهم البعض وليس لهم هدف.