أكد صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري أمين عام الحزب الوطني أن الحزب لن يفتح ملف انتخابات الرئاسة قبل نهاية العام الحالي وتحديدا بعد الانتهاء من انتخابات مجلسي الشوري والشعب. وقال الشريف في حوار أجرته معه قناة "الحرة" الفضائية الليلة قبل الماضية إن الحزب لا يجري أي صفقات مع الأحزاب السياسية بل يجري حوارات عادية ومكشوفة وصريحة ومفتوحة مع الاحزاب مؤكدا ترحيب الحزب بالمنافسة الشريفة بعيدا عن الصفقات. من ناحية أخري أكد الشريف أن انتقاد الخارجية الأمريكية لطريقة تعامل أجهزة الأمن مع شباب المعارضة ليس في محله ويمثل تدخلا في الشأن الداخلي، لكنه شدد في الوقت نفسه علي أن هذا الأمر لن يؤثر علي العلاقات المصرية - الأمريكية مستقبلا. وأكد أهمية دور مجلس الشوري في الحياة النيابية في مصر، وقال إن مصر دولة مؤسسات تقوم علي الحرية والديمقراطية، مشيرا إلي أن الإصلاح الدستوري والسياسي يؤكد أن يكون للبرلمان دور قوي، ومن هذا المنطلق أصبح لمجلس الشوري دور أكثر فاعلية في الحياة البرلمانية وليس مجرد إبداء الرأي والمشورة وإنما نوع من أنواع المسئولية والالتزام. وأضاف أن الحزب الوطني حزب الأغلبية يقوم بدور مهم في ترسيخ الحياة السياسية والديمقراطية في مصر يضرب بها المثل، مشيرا إلي أن الحزب الوطني حزب شاب ، حيث يمثل الشباب فيه نسبة 60٪ من إجمالي عدد أعضائه البالغ 3 ملايين عضو. وأوضح أن حرية الرأي والتعبير والنقد مفتوحه بلا نهاية لابداء الرأي والكشف عن كل انواع الفساد، وذلك طبقا لأصول العمل الصحفي، مؤكدا في هذا الصدد أن هناك فرقا بين الحرية والفوضي.. فالحرية مطلوبة وكذلك التصحيح من الصحفيين أنفسهم مطلوب. انتقادات ليست في محلها وقال صفوت الشريف في حواره مع "الحرة" حول انتقاد الخارجية الأمريكية لطريقة تعامل أجهزة الأمن مع شباب المعارضة أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ليست الشرطي الذي ينظم الحياة السياسية في الدول". وتابع "علاقتنا طيبة للغاية لكن من حقنا أن نختلف في بعض المواقف، علاقة جيدة وعلاقة استراتيجية ويوجد تفاهم كامل في كل شيء، إنما من حقنا أن نعترض حينما يكون هناك موقف لا نقبله ولا يقبله شعبنا". وردا علي سؤال بشأن شعور شباب حركة 6 أبريل بالظلم من قمع أجهزة الأمن لنشاطاتهم، قال صفوت الشريف: طبيعي أن الشباب له آليات جديدة، مثل (الفيس بوك) و(النت) و(المدونات) إلي آخره، وهذا شيء طبيعي، ونحن عندنا أعداد كبيرة من الشباب في الحزب الوطني ، وعندما التقي بهم أقول لهم عبروا بالطريقة التي ترونها، انتم ابناء قرن جديد، وأبناء حرية جديدة، لم تتعرضوا لقمع، ولم تتعرضوا لما كان سابقا". وتابع قائلا " نحن كحزب نؤمن بالديمقراطية ونقود الإصلاح، وعلينا أن نرعي هذا الشباب ونفتح له كل المجالات بما فيهم شباب المعارضة، لأن ذلك أسلوب طبيعي، أن يكون هناك رأي ورأي آخر، وأن ينتقدوا وأن يثوروا، وحقهم هذا". واستدرك "حينما يخرجون إلي الشارع يجب أن يراعوا احترام القانون.. تصور لو الأمور تحولت إلي فوضي، كل من يريد أن يعبر عن رأيه يخرج ويقف في أي مكان .. قفوا ولكن لا تخرجوا عن هذا النطاق، فعلينا أن نحترم هذا..الحرية نعم، لكن إذا تحولت إلي فوضي تكون آثارها السلبية علي الاستقرار، وأمن المجتمع، وأمن الشارع، واستغلالها من الآخرين، غير محسوبة". وردا علي سؤال بشأن ما يتردد عن أن الحزب الوطني يجري صفقات مع جماعة الإخوان المسلمين المحظورة، قال صفوت الشريف: "إن كل ما يقال في هذا الشأن لا أساس له من الصحة، نحن لا نجري أي حوار إلا حوارات عادية ومكشوفة وصريحة ومفتوحة مع الأحزاب السياسية الشرعية وليست تحت المنضدة". وأضاف "أما عقد صفقات مع الأحزاب السياسية، أحزاب المعارضة، نحن لا نجري أي صفقات ، لأنه لا يملك أحد أن يجري صفقات أو أن يبيع أو يشتري علي حساب الناخب، الناخب هو السيد، هو صاحب القرار في أن يعطي للحزب الوطني الديمقراطي أو أن يعطي لأي حزب من الأحزاب". ترحيب بالمنافسة الشريفة وتابع الشريف "إننا في الحزب الوطني نشجع الأحزاب السياسية لأننا نؤمن أنه لا تعددية دون الأحزاب السياسية، ونأمل أن تختار الاحزاب السياسية مرشحين في الانتخابات القادمة قادرين علي أن يحصلوا علي ثقة عدد من الدوائر التي لهم فيها عمل وتواجد تاريخي سواء كان حزب الوفد أو حزب التجمع أو الحزب الناصري أو بعض الأحزاب السياسية الأخري التي تستطيع أن تتقدم بشخصيات لها تأثير". وأضاف "نحن في الحزب نرحب ، بالمنافسة الشريفة بعيدا عن الصفقات، ونرجو للاحزاب السياسية أن تحقق زيادة في عدد ممثليها. وحول ما إذا أراد الحزب الوطني ترشيح السيد جمال مبارك للرئاسة فإنه سيتهم بالتوريث، قال صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني الديمقراطي" ليس في مصر توريث، وليس في مصر نظام ملكي، نحن لدينا نظام جمهوري، الدستور حدد بشكل قاطع وواسع أسلوب الترشح لمنصب الرئيس، كل من تنطبق عليه الشروط ويحمل الجنسية المصرية والحزب يرشحه من حقه أن يخوض الانتخابات". وتابع قائلا: "لا أريد أن أدخل في الجدال المطروح في ترشح جمال مبارك أو عدم ترشيحه، أنا كأمين عام للحزب أقول أن هناك نظاما دستوريا في مصر، ونظام مؤسسي في الحزب الوطني ، ومن تنطبق عليه الشروط يمكن أن يخوض الانتخابات الرئاسية". وحول وجود تصور في الحزب الوطني بشأن تحديد مرشح الحزب لانتخابات الرئاسة، قال الشريف: "الحزب لن يفتح ملف انتخابات الرئاسة قبل نهاية العام الحالي، وتحديدا بعد الانتهاء من انتخابات مجلسي الشوري والشعب، حتي يستطيع أن يبحث الأمر بصورة أكثر وضوحا".